وَفِيه أبيع الرَّغِيف بِنصْف دِرْهَم فُلُوسًا بعد مَا كَانَ بدرهم لرخاء الأسعار. وَفِي سادس عشرينه: قدم الْأَمِير أينال النوروزي نَائِب طرابلس باستدعاء فَأكْرمه السُّلْطَان وأنزله بدار ثمَّ طلب الْأَمِير قصروه أَمِير أخور وخلع عَلَيْهِ بنيابة طرابلس عوضا عَن الْأَمِير أينال الْمَذْكُور وأنعم على أينال هَذَا بإقطاع قصروه. فِي هَذَا الشَّهْر: اتضع سعر الغلال حَتَّى أبيع الْقَمْح كل خَمْسَة أرادب بِدِينَار وَلِهَذَا أَسبَاب: أَحدهَا النّيل فِي وَقت زِيَادَته حَتَّى شَمل الرّيّ عَامَّة أَرَاضِي مصر. ثَانِيهَا غزارة الأمطار فِي فصل الشتَاء وتواليها أَيَّامًا فأخصبت الزروع والمراعي. ثَالِثهَا رخاء الأسعار بِبِلَاد الشَّام وَأَرْض الْحجاز فاستغنت العربان عَن شِرَاء الغلال وَترك التُّجَّار فِي الْحجاز فتوفرت بديار مصر. رَابِعهَا أَن الْأَمِير الْوَزير شمس الدّين أرغون شاه أستادار خرج إِلَى نواحي الغربية والبحيرة وعسف المزارعين والمتدركين حَتَّى ألجأتهم الضَّرُورَة إِلَى أَن يبيعوا غلالهم ويقوموا لَهُ. مِمَّا ألزموا بِهِ من المَال فَلذَلِك كثرت الغلال فاتضعت وَللَّه الْحَمد. وَمَعَ هَذَا فقد نَاس كثير من الغلال بِالْوَجْهِ البحري فَتسَارع خزانها إِلَى بيعهَا خوفًا عَلَيْهَا من التّلف وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. شهر ربيع الأول أَوله السبت: وَفِي ثَانِيه: قدم الْأَمِير الْوَزير أرغون شاه من الْوَجْه البحري بِمَا جمعه من الْأَمْوَال الَّتِي جباها. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة سابعه: عمل المولد السلطاني على الْعَادة فِي كل سنة وَحضر الْأُمَرَاء وقضاة الْقُضَاة الْأَرْبَع ومشايخ الْعلم وَجمع كَبِير من الْقُرَّاء والمنشدين فاستدعى قَاضِي الْقُضَاة ولي الدّين أَحْمد بن الْعِرَاقِيّ ليحضر فَامْتنعَ من الْحُضُور فتكرر استدعاؤه حَتَّى جَاءَ فأجلس عَن يسَار السُّلْطَان حَيْثُ كَانَ قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين التفهني جَالِسا وَقَامَ التفهني فَجَلَسَ عَن يَمِين السُّلْطَان فِيمَا يَلِي قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين صَالح ابْن البُلْقِينِيّ. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: وجدت ورقة بِالْقصرِ فِيهَا شناعات عَليّ علم الدّين بن الكويز كَاتب السِّرّ مِنْهَا أَنه يُرِيد إِقَامَة ابْن الْملك الْمُؤَيد شيخ فِي السلطنة فَعرف من أَلْقَاهَا فَدلَّ على الَّذِي كتبهَا وَهُوَ رجل من الْفُقَرَاء يُقَال لَهُ حسن العليمي يخْدم قبر الشَّيْخ عَليّ بن عليم بالسَّاحل فاعترف أَنه كتبهَا نصيحة للسُّلْطَان فَبعث بِهِ السُّلْطَان إِلَى ابْن الكويز فَثَبت على قَوْله وفاجأه بِمَا لَا يحب فنفاه إِلَى بِلَاد الصَّعِيد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute