عديدة وَعم هبوبها فِي أَكثر أَرض مصر فَسقط فِي نَاحيَة أبيار ألف وَمِائَتَا نَخْلَة وَسقط كثير من شجر السنط والسدر والجميز وَكَانَت الشَّجَرَة تقتلع من أَصْلهَا وَسقط كثير من طير السَّمَاء واحتملت الرّيح أَشْيَاء ثَقيلَة من أماكنها وألقتها ببعد وشملت مضرَّة هَذَا الْمَطَر وَهَذِه الرّيح أَشْيَاء عديدة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: انْتَشَر بِبِلَاد الصَّعِيد من الطير الَّتِي يُقَال لَهَا الزرازير أمة لَا يُحْصى عَددهَا إِلَّا الله خَالِقهَا سُبْحَانَهُ فأهلكها هَذَا الرّيح حَتَّى صَار مِنْهَا عدَّة كيمان يمر الْفَارِس فِيهَا بفرسه مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام وَلَوْلَا هَلَكت لرعت الزروع. وَفِيه جَاءَ من نَاحيَة الْحجاز جَراد يخرج عَن الْحَد فِي الْكَثْرَة فَلَمَّا وافى الطّور يُرِيد دُخُول أَرض مصر كَانَ هَذَا الْمَطَر فَهَلَك عَن آخِره كفايه من الله. وَفِيه تلفت زروع عدَّة بِلَاد من نواحي أَرض مصر لِكَثْرَة الْمَطَر وَالْبرد بِحَيْثُ وجد فِي الْبرد مَا وزن الْوَاحِدَة مِنْهُ عدَّة أواقي وَتَلفت أَشجَار كَثِيرَة ونخيل كثير بالقرى من الرّيح وَسقط من طير السَّمَاء فِيمَا بَين الْإسْكَنْدَريَّة وبرقة شَيْء كثير جدا من قُوَّة الرّيح. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي هَذَا الشَّهْر: عظم الوباء بِدِمَشْق وَفَشَا فِي الْبِلَاد إِلَى غَزَّة. وَفِيه تحرّك سعر الغلال بِأَرْض مصر فارتفع الأردب الْقَمْح من مائَة إِلَى مائَة وَأَرْبَعين وَالشعِير من سبعين درهما الأردب إِلَى مائَة دِرْهَم. وَفِي سَابِع عشره: قدم الْأَمِير أرغون شاه من بِلَاد الصَّعِيد وَقد وصل إِلَى مَدِينَة هُوَ فجبى الْأَمْوَال وَمَا عف وَلَا كف وأحضر مَعَه من الأغنام والأبقار والخيول وَمن القند وَالسكر وَالْعَسَل شَيْء كثير فخرب فِي حركتيه المذكورتين إقليم مصر أَعْلَاهُ وأسفله ثمَّ شرع فِي رمى مَا أحضرهُ على النَّاس بأغلى الْأَثْمَان والعسف فِي الطّلب. شهر رَجَب أَوله الْخَمِيس: فِيهِ كملت الْوكَالَة وعلوها بِخَط الركتن المخلق على يَد عَظِيم الدولة القَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الجيوش وَلم يعسف الْعمَّال فِيهَا وَلَا بخسوا شَيْئا من أجرهم فَجَاءَت من أحسن الْمَوَاضِع وَكثر النَّفْع بهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute