للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه ابتدئ بهدم الحوانيت والفنادق الَّتِي فِيمَا بَين الْمدرسَة السيوفية وسوق العنبريين لعمل موضعهَا مدرسة للسُّلْطَان وَكَانَت مَوْقُوفَة على الْمدرسَة القطبية وَغَيرهَا فاستبدل بهَا أَمْلَاك أخر من غير إِجْبَار الْمُسْتَحقّين. وَجعل الاختبار لَهُم فِيمَا يسْتَبْدل بِهِ حَتَّى تراضوا وَلم يشق عَلَيْهِم. وَتَوَلَّى ذَلِك زين الدّين عبد الباسط. وَفِيه انحل سعر الغلال وَمد أبيعت الغلال الجديدة. وَفِيه قدم عدَّة من الفرنج الكيتلان لزيارة الْقُدس مستخفين فعسر على نَحْو الْمِائَة مِنْهُم وسجنوا. وَفِي ثَانِي عشره: ابتدأت المناداة بِزِيَادَة النّيل وَقد جَاءَت الْقَاعِدَة ثَمَانِيَة أَذْرع وَعشر أَصَابِع. وَهَذَا مِمَّا ينْدر مثله. وَفِيه أدير محمل الْحَاج على الْعَادة. وَفِيه كتب بعزل قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِي بِدِمَشْق نجم الدّين عمر بن حجي وسجنه والكشف عَنهُ واستقرار شمس الدّين مُحَمَّد بن زيد قَاضِي بعلبك عوضه فِي قَضَاء دمشق. وَسبب ذَلِك تنكر الْأَمِير تنبك ميق نَائِب الشَّام عَلَيْهِ وَتغَير كَاتب السِّرّ علم الدّين دَاوُد بن الكويز وزين الدّين عبد الباسط نَاظر الْجَيْش وَبدر الدّين مُحَمَّد بن مزهر نَاظر الاصطبل ونائب كَاتب السِّرّ فَإِنَّهُ أطرح جانبهم وَصَارَ يبلغهم عَنهُ مَا يوغر صُدُورهمْ من استخفافه بهم لمعرفته إيَّاهُم قبل ارتفاعهم فِي الْأَيَّام المؤيدية. واغتر بِكَثْرَة من يساعده من الْأُمَرَاء لما لَهُ عَلَيْهِم من الأفضال المستمر فَأخذ الْجَمَاعَة فِي مكايدته حَتَّى أوقعوا بَينه وَبَين السُّلْطَان فَلم يفده مساعدة الْأُمَرَاء لَهُ. وَفِي يَوْم السبت سَابِع عشره: اتّفقت حَادِثَة فِيهَا موعظة وَهِي أَن الْأَمِير أرغون شاه جمع الجزارين لأخذ شَيْء من الأبقار الَّتِي أحضرها ورسم على كل مِنْهُم رَسُولا من الأعوان الظلمَة حَتَّى يمْضِي إِلَى بر منبابة حَيْثُ الأبقار وَيَأْخُذ مِنْهُم مَا ألزم بِهِ مِنْهَا فوافوا سَاحل بولاق بكره ونزلوا فِي مركب وَنزل مَعَهم أنَاس آخَرُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>