للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس عشرينه: خلع على الْأَمِير جرباش قاشق وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب. وَكَانَت شاغرة مُنْذُ انْتقل جقمق عَنْهَا وَصَارَ أَمِير أخور. وَفِيه كتب باستقرار الْأَمِير تنبك البجاسي نَائِب حلب فِي نِيَابَة الشَّام بعد موت تنبك ميق. وَاسْتقر شارقطلوا نَائِب حماة فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن تنبك البجاسي وَاسْتقر جلبان - أَمِير أخور الْملك الْمُؤَيد شيخ - فِي نِيَابَة حماة. وَقد كَانَ من جملَة أُمَرَاء دمشق. وَتوجه الْأَمِير جَانِبك الخازندار فِي ثامن عشرينه بتقاليد الْمَذْكُورين وتشاريفهم. وَفِيه رسم بِإِعَادَة نجم الدّين عمر بن حجي إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق وَحمل تَقْلِيده وتشريفه. وَفِيه جرى المَاء فِي خليج الْإسْكَنْدَريَّة وعبرت فِيهِ السفن وَذَلِكَ أَنه غلب الرمل على أشتوم بحيرة الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى جف مَاؤُهَا وَصَارَت الرّيح تسفي الرمال على الخليج إِلَى أَن علت أرضه وجف مَاؤُهُ من بعد سنة سبعين وَسَبْعمائة وَصَارَ المَاء لَا يدْخل إِلَيْهِ إِلَّا أَيَّام الزِّيَادَة فَإِذا نقص مَاء النّيل جف الخليج. وَلذَلِك خرجت أَكثر بساتين الْإسْكَنْدَريَّة وضياعها الَّتِي على الخليج. وَصَارَ شرب أَهلهَا من المَاء المخزون بالصهاريج. وحاول السلاطين حفر هَذَا الخليج مرَارًا فَلم ينجح عَمَلهم لقلَّة الْمعرفَة بأَمْره ثمَّ إِن السُّلْطَان ندب الْأَمِير جرباش قاشق - أحد مقدمي الأولوف - لعمل هَذَا الخليج فَجمع من النواحي ثَمَانمِائَة وَخَمْسَة وَسبعين رجلا وابتدأ فِي حفره من حادي عشر جُمَادَى الأولى من حَنى فَم النّيل. وَصَارَ كلما حفر مِنْهُ شَيْئا أرسل المَاء عَلَيْهِ من الْفَم حَتَّى انْتهى حفره فِي حادي عشر شعْبَان هَذَا لتَمام تسعين يَوْمًا وَعبر المَاء فِي الْيَوْم الْمَذْكُور إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَقد خرج النَّاس لرُؤْيَته وسروا بِهِ سُرُورًا كَبِيرا. وَكَانَت كلفة الْحفر مِمَّا جبى من النواحي الَّتِي تسقى من الخليج وَمن بساتين الْإسْكَنْدَريَّة. شهر رَمَضَان أَوله الْأَحَد: فِي ثَانِيه - الْمُوَافق لَهُ سادس مسرى -: كَانَ وَفَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا فَنزل الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان حَتَّى خلق عَمُود المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>