للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي الْمَسْجِد أوساخ وخرق كَثِيرَة جَاءَ بهَا السَّيْل وَأَن الْخطْبَة أُعِيدَت بِمَكَّة لصَاحب الْيمن فِي سَابِع جُمَادَى الأولى بعد مَا ترك اسْمه وَالدُّعَاء لَهُ من أَيَّام الْمَوْسِم. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رابعه: جمع الْقُضَاة وَأهل الْعلم وَقد رسم بِأخذ زكوات أَمْوَال النَّاس للسُّلْطَان فاتفقوا على أَنه لَيْسَ لَهُ أَخذهَا فِي هَذَا الزَّمَان فَإِن النُّقُود من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالنَّاس مأمونون فِيهَا على إِخْرَاج زَكَاتهَا. وَأما الْعرُوض من القماش وَنَحْوه مِمَّا هُوَ بأيدي التُّجَّار فَإِن المكوس أخذت مِنْهُم فِي الأَصْل على أَنَّهَا زَكَاة ثمَّ تضاعفت المكوس الْمَأْخُوذَة مِنْهُم حَتَّى جرى فِيهَا مَا جرى. وَأما الْبَهَائِم من الْإِبِل وَالْغنم فَإِن أَرض مصر لَا ترعى فِيهَا سائماً وَإِنَّمَا هِيَ تعلف بِالْمَالِ فَلَا زَكَاة فِيهَا. وَأما الخضروات والزروع فَإِن الفلاحين فِي حَال من المغارم وَفِي ثَانِي عشره: خلع على الْوَزير الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن كَاتب المناخ وأضيف إِلَيْهِ نظر الدِّيوَان الْمُفْرد رَفِيقًا للأمير صَلَاح الدّين أستادار عوضا عَن كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن كَاتب جكم وَاسْتقر ابْن كَاتب جكم على مَا بِيَدِهِ من أستادار ابْن السُّلْطَان. وَفِي تَاسِع عشره: توجه قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد بن الكشك عَائِدًا إِلَى دمشق على قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا بعد مَا أَخذ مِنْهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار. وَفِيه قدم الشريف شهَاب الدّين أَحْمد بن عَلَاء الدّين عَليّ بن برهَان الدّين إِبْرَاهِيم نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وَقد طلب الْحُضُور. وَفِيه اتّفقت نادرة وَهِي أَن زَوْجَة السُّلْطَان لما مَاتَت عمل لَهَا ختم عِنْد قبرها فِي الْجَامِع الأشرفي وَنزل ابْنهَا الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد من القلعة لحضور الْخَتْم وَقد ركب فِي خدمته الْملك الصَّالح مُحَمَّد بن ططر فشق الْقَاهِرَة من بَاب زويلة وَهُوَ فِي خدمَة ابْن السُّلْطَان بعد مَا كَانَ فِي الأمس سُلْطَانا. وَصَارَ جَالِسا بجانبه فِي ذَلِك الْجَامِع وَقَائِمًا فِي خدمته إِذا قَامَ فَكَانَ فِي ذَلِك موعظة لمن اتعظ. وَفِي يَوْم السبت الْمُبَارك حادي عشرينه: خلع على قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين عمر ابْن حجي وَاسْتقر كَاتب السِّرّ عوضا عَن شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ. وَنزل على فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش فِي موكب جليل إِلَى الْغَايَة فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَقد ظهر نقص الْهَرَوِيّ وعجزه فَإِنَّهُ بَاشر بتعاظم زَائِد مَعَ طمع شَدِيد وَجَهل. مِمَّا وسد إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ لَا يحسن قِرَاءَة الْقَصَص وَلَا الْكتب الْوَارِدَة فَتَوَلّى قِرَاءَة ذَلِك بدر الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>