للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشره: ركب السُّلْطَان بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِثِيَاب جُلُوسه كَمَا هِيَ عَادَته حَتَّى شَاهد الأغربة بساحل بولاق وَعَاد. وَفِي ثَالِث عشرينه: ركب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان والأمير جَانِبك حَتَّى شَاهد توجه الأغربة. وَقد أَقَامَ فِي دَار القَاضِي زين الدّين عبد الباسط المطلة على النّيل فانحدر فِي النّيل أَرْبَعَة أغربة بِكُل غراب أَمِير ومقدم الْجَمِيع الْأَمِير جرباش حَاجِب الْحجاب فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً حشر فِيهِ النَّاس من كل جِهَة لمشاهدة ذَلِك. ثمَّ انحدر فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ غراب وَاحِد وَفِي هَذَا الشَّهْر: قطع السُّلْطَان جرايات المباشرين من الْقَمْح وَهِي خَمْسَة آلَاف أردب فتوفرت للسُّلْطَان. شهر شعْبَان أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثالثه: أنحدر غراب ثامن. وَفِيه جَاءَ قاع النّيل خَمْسَة أَذْرع وَعشر أَصَابِع وَنُودِيَ علمه من الْغَد خَمْسَة أَصَابِع. وَهِي ابْتِدَاء النداء على النّيل. وَفِي يَوْم السبت سادسه: حدث عِنْد شروق الشَّمْس زَلْزَلَة قدر مَا يقْرَأ الْإِنْسَان سُورَة الْإِخْلَاص ثمَّ زلزلت ثَانِيًا مثل ذَلِك ثمَّ زلزلت مرّة ثَالِثَة فلولا أَن الله لطف بسكونها لسقطت الدّور فَإِن الأَرْض مادت وتحركت المباني وَغَيرهَا حَرَكَة مرعبة بِحَيْثُ شاهدت حَائِطا خرج عَن مَكَانَهُ ثمَّ عَاد. وَأَخْبرنِي من لَا أتهم أَنه كَانَ وَقت الزلزلة رَاكِبًا فرسه فخرع عَن السرج حَتَّى كَاد يسْقط. وَفِي غده: نُودي - عَن أَمر السُّلْطَان - بِصَوْم النَّاس ثَلَاثَة أَيَّام من أجل الزلزلة فَمَا أنابوا وَلَا سعوا. وَفِي ثامنه: نُودي بِأَن لَا يُبَاع السكر إِلَّا للسُّلْطَان وَلَا يشترى إِلَّا مِنْهُ فَعَاد الْأَمر كَمَا كَانَ. وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشره: وَقع الْحَرِيق بِثَلَاثَة أَمَاكِن فَمَا طفئ إِلَّا بعد جهد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بلغ الفول دِينَارا لكل أردب بعد مَا كَانَ كل ثَلَاثَة أرادب وَنصف بِدِينَار. وَتجَاوز الْقَمْح الْمِائَتَيْنِ بعد مائَة وَخمسين. وَقل وجود الغلال وطلبها النَّاس فشحت أنفس أَرْبَابهَا وخزنتها هَذَا مَعَ توالي زِيَادَة النّيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>