وَمَات زين الدّين شعْبَان بن مُحَمَّد بن دَاوُد الآثاري فِي سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَقد ولي حسبَة مصر فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق بِمَال عجز عَنهُ ففر إِلَى الْيمن بعد عَزله وَصَارَ لَهُ بهَا حَظّ لِأَنَّهُ كَانَ يكْتب خطا جيدا وينظم الشّعْر ثمَّ قدم مَكَّة بعد سِنِين وَقدم الْقَاهِرَة وَتوجه إِلَى الشَّام ثمَّ عَاد وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ يَوْم قدومه وَورثه أَخُوهُ. وَتُوفِّي بدر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر الدماميني الْمَالِكِي الأديب الشَّاعِر بِمَدِينَة كربركا من بِلَاد الْهِنْد فِي شعْبَان عَن نَحْو سبعين سنة وَكَانَ قد نَشأ بالإسكندرية وفَاق فِي الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد وبرع فِي الْعَرَبيَّة وعانى دولبة عمل الثِّيَاب الْحَرِير فاحتج وألجأته الضَّرُورَة إِلَى فراره من أَرض مصر فَصَارَ لَهُ فِي بِلَاد الْهِنْد ثراء فَلم يتهن بِهِ وَمَات. وَتُوفِّي الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر التنوخي الشهير بِابْن الْعَطَّار الْحَمَوِيّ نَاظر الْقُدس فِي ثَالِث عشر شَوَّال بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ومولده فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة. وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان أهل حماة يُبَاشر أستادار الْأُمَرَاء واختص بِالظَّاهِرِ برقوق أَيَّام سجنه بالكرك وَقد كَانَ بهَا وَخرج مَعَه مِنْهَا فَمَاتَ قبل عود الْملك إِلَيْهِ فاستدنى الظَّاهِر برقوق ابْنه نَاصِر الدّين هَذَا وأنعم عَلَيْهِ بإمرة فِي حماة ثمَّ ولي حجوبية حماة. ونوه بِهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ لما ولي كِتَابَة السِّرّ لِقَرَابَتِهِ بِهِ وولاه نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة فَلَمَّا مَاتَ - وَهُوَ الْمُؤَيد - صرف عَنْهَا ثمَّ ولاه السُّلْطَان نظر الْقُدس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute