دمشق بعد مَا حمل ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وألزم بِحمْل خَمْسَة آلَاف دِينَار من دمشق سوى مَا أهدي إِلَى أَرْبَاب الدولة وَهُوَ بِمَال جم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: انْحَلَّت أسعار الغلال وكسدت. وَفِيه كَانَت الْفِتْنَة الْكَبِيرَة. بِمَدِينَة تعز من بِلَاد الْيمن. وَذَلِكَ أَن الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل ابْن الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس بن الْمُجَاهِد عَليّ بن الْمُؤَيد دَاوُد بن المظفر يُوسُف بن الْمَنْصُور عمر بن عَليّ بن رَسُول لما مَاتَ قَامَ من بعده ابْنه الْملك النَّاصِر أَحْمد بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل وَقَامَ بعد الْملك النَّاصِر أَحْمد ابْنه الْملك الْمَنْصُور عبد الله بن أَحْمد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاثِينَ فأقيم بعده أَخُوهُ الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن أَحْمد النَّاصِر بن الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن عَبَّاس فتغيرت عَلَيْهِ نيات الْجند كَافَّة من أجل وزيره شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عمر الْعلوِي نِسْبَة إِلَى عَليّ بن بولان العكي فَإِنَّهُ أخر صرف جوامكهم ومرتباتهم وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم وعنف بهم فنفرت مِنْهُ الْقُلُوب وَكَثُرت حساده لاستبداده على السُّلْطَان وانفراده بِالتَّصَرُّفِ دونه. وَكَانَ يَلِيهِ فِي الرُّتْبَة الْأَمِير شمس الدّين عَليّ بن الحسام ثمَّ القَاضِي نور الدّين عَليّ المحالبي مشد الِاسْتِيفَاء فَلَمَّا اشْتَدَّ الْأَمر على الْعَسْكَر وَكَثُرت إهانة الْوَزير لَهُم وإطراحه جانبهم ضَاقَتْ عَلَيْهِم الْأَحْوَال حَتَّى كَادُوا أَن يموتوا جوعا فاتفق تجهيز خزانَة من عدن وبرز الْأَمر بتوجه طَائِفَة من العبيد والأتراك لنقلها فسألوا أَن ينْفق فيهم أَرْبَعَة دَرَاهِم لكل مِنْهُم يرتفق بهَا فَامْتنعَ الْوَزير ابْن الْعلوِي من ذَلِك وَقَالَ: ليمضوا غصبا إِن كَانَ لَهُم غَرَض فِي الْخدمَة وَحين وُصُول الخزانة يكون خير وَإِلَّا ففسح الله لَهُم فَمَا للدهر بهم حَاجَة وَالسُّلْطَان غَنِي عَنْهُم. فهيج هَذَا القَوْل حفائظهم وتحالف العبيد وَالتّرْك على الفتك بالوزير وإثارة فتْنَة فَبلغ الْخَبَر السُّلْطَان فَأعْلم الْوَزير فَقَالَ: مَا يسوءوا شَيْئا بل نشق كل عشرَة فِي مَوضِع وهم أعجز من ذَلِك. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة هَذَا: قبيل الْمغرب هجم جمَاعَة من العبيد وَالتّرْك دَار الْعدْل بتعز وافترقوا أَربع فرق فرقة دخلت