للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من بَاب الدَّار وَفرْقَة دخلت من بَاب السِّرّ وَفرْقَة وقفت تَحت الدَّار وَفرْقَة أخذت بِجَانِب آخر فَخرج إِلَيْهِم الْأَمِير سنقر أَمِير جندار فهبروه بِالسُّيُوفِ حَتَّى هلك وَقتلُوا مَعَه عَليّ المحالبي مشد المشدين وعدة رجال ثمَّ طلعوا إِلَى الْأَشْرَف - وَقد اختفى بَين نِسَائِهِ وتزيا بزيهن - فَأَخَذُوهُ ومضوا إِلَى الْوَزير ابْن الْعلوِي فَقَالَ لَهُم: مَا لكم فِي قَتْلَى فَائِدَة أَنا أنْفق على الْعَسْكَر نَفَقَة شَهْرَيْن فَمَضَوْا إِلَى الْأَمِير شمس الدّين عَليّ بن الحسام بن لاجين فقبضوا عَلَيْهِ وَقد اختفى وسجنوا الْأَشْرَف وَأمه وحظيته فِي طبقَة المماليك ووكلوا بِهِ وسجنوا ابْن الْعلوِي الْوَزير وَابْن الحسام قَرِيبا من الْأَشْرَف ووكلوا بهما وَقد قيدوا الْجَمِيع وَصَارَ كَبِير هَذِه الْفِتْنَة برقوق من جمَاعَة التّرْك فَصَعدَ هُوَ فِي جمَاعَة ليخرج الظَّاهِر يحيى بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن عَبَّاس من ثعبات فَامْتنعَ أَمِير الْبَلَد من الْفَتْح لَيْلًا وَبعث الظَّاهِر إِلَى برقوق بِأَن يتمهل إِلَى الصُّبْح فَنزل برقوق ونادى فِي الْبَلَد بالأمان والاطمئنان وَالْبيع وَالشِّرَاء وَالْأَخْذ وَالعطَاء وَأَن السُّلْطَان هُوَ الْملك الظَّاهِر يحيى بن الْأَشْرَف. هَذَا وَقد نهب الْعَسْكَر عِنْد دُخُولهمْ دَار الْعدْل جَمِيع مَا فِي دَار السُّلْطَان وأفحشوا فِي نهبهم فسلبوا الْحَرِيم مَا عَلَيْهِنَّ وانتهكوا مَا حرم الله وَلم يدعوا فِي الدَّار مَا قِيمَته الدِّرْهَم الْوَاحِد وَأخذُوا حَتَّى الْحصْر وامتلأت الدَّار وَقت الهجمة بالعبيد وَالتّرْك والعامة. فَلَمَّا أصبح يَوْم الْجُمُعَة عاشره: اجْتمع بدار الْعدْل التّرْك وَالْعَبِيد وطلبوا بني زِيَاد وَبني السنبلي والخدم وَسَائِر أُمَرَاء الدولة والأعيان فَلَمَّا تَكَامل جمعهم وَوَقع بَينهم الْكَلَام فِيمَن يقيموه قَالَ بَنو زِيَاد: مَا تمّ غير يحيى فَاطَّلَعُوا لَهُ هَذِه السَّاعَة. فَقَامَ الْأَمِير زين الدّين جياش الكاملي والأمير برقوق وطلعا إِلَى ثعبات فِي جمَاعَة من الخدام والأجناد فَإِذا الْأَبْوَاب مغلقة وصاحوا بِصَاحِب الْبَلَد حَتَّى فتح لَهُم ودخلوا إِلَى الْقصر فَسَلمُوا على الظَّاهِر يحيى بالسلطنة وسألوه أَن ينزل مَعَهم إِلَى دَار الْعدْل فَقَالَ: حَتَّى يصل الْعَسْكَر أجمع. ففكوا الْقَيْد من رجلَيْهِ وطلبوا الْعَسْكَر بأسرهم فطلعوا بأجمعهم وأطلعوا مَعَهم بِعشْرَة جنائب من الاصطبل السلطاني فِي عدَّة بغال فَتقدم التّرْك وَالْعَبِيد وَقَالُوا للظَّاهِر: لَا نُبَايِعك حَتَّى تحلف لنا أَنه لَا يحدث علينا مِنْك سوء بِسَبَب هَذِه الفعلة وَلَا مَا سبق قبلهَا. فَحلف لَهُم وَلِجَمِيعِ الْعَسْكَر وهم يعددون عَلَيْهِ الْأَيْمَان ويتوثقون مِنْهُ وَذَلِكَ بِحَضْرَة قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين عَليّ بن النَّاشِرِيّ ثمَّ حلفوا لَهُ على مَا يحب ويختار فَلَمَّا انْقَضى الْحلف وتكامل الْعَسْكَر ركب وَنزل إِلَى دَار الْعدْل فِي أهبة السلطنة فَدَخلَهَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وعندما

<<  <  ج: ص:  >  >>