اسْتَقر بِالدَّار أَمر بإرسال ابْن أَخِيه الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل إِلَى ثعبات فطلعوا بِهِ وقيدوه بالقيد الَّذِي كَانَ الظَّاهِر يحيى مُقَيّدا بِهِ وسجنوه بِالدَّار الَّتِي كَانَ مسجوناً بهَا ثمَّ حمل بعد أَيَّام إِلَى الدملوه وَمَعَهُ أمه وجاريته وأنعم السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر يحيى على أَخِيه الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس. بِمَا كَانَ لَهُ وخلع عَلَيْهِ وَجعله نَائِب السلطة كَمَا كَانَ فِي أول دولة النَّاصِر وخمدت الْفِتْنَة. وَكَانَ الَّذِي حرك هَذَا الْأَمر بَنو زِيَاد فَقَامَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد الكاملي بأعباء هَذِه الْفِتْنَة لحنقه على الْوَزير ابْن الْعلوِي فَإِنَّهُ كَانَ قد مالأ على قتل أَخِيه جياش وخذل عَن الْأَخْذ بثأره وَصَارَ يمتهن بني زِيَاد ثمَّ ألزم الْوَزير ابْن الْعلوِي وَابْن الحسام بِحمْل المَال وعصرا على كعابهما وأصداغهما وربطا من تَحت إبطهما وعلقا منكسين وَضَربا بالشيب والعصا وهما يوردان المَال فَأخذ من ابْن الْعلوِي - مَا بَين نقد وعروض - ثَمَانُون ألف دِينَار وَمن ابْن الحسام مبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَاسْتقر برقوق أَمِير جندار وَاسْتقر الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد الشمسي أتابك الْعَسْكَر وَاسْتقر ابْنه الْعَفِيف أَمِير أخور ثمَّ اسْتَقر الْأَمِير بدر الدّين الْمَذْكُور أستادارا وَشرع فِي النَّفَقَة على الْعَسْكَر وَظهر من السُّلْطَان نبل وكرم وشهامة ومهابة بِحَيْثُ خافه الْعَسْكَر بأجمعهم فَإِن لَهُ قُوَّة وشجاعة حَتَّى أَن قوسه يعجز من عِنْدهم من التّرْك عَن جَرّه مدحه الْفَقِيه يحيى بن رويك بقصيدة أَولهَا: بدولة ملكنا يحيى الْيَمَانِيّ بلغنَا مَا نُرِيد من الْأَمَانِي سيحيى بِابْن إِسْمَاعِيل يحيى أنَاس أدركتهم موتتان فَكتب بِخَطِّهِ على الْحَاشِيَة الموتتان هِيَ دولة الْمَنْصُور والأشرف. وَكَانَت عدَّة هَذِه القصيدة أحد وَأَرْبَعين بَيْتا فَقَالَ: ثمنوها. وَأَجَازَ عَلَيْهَا بِأَلف دِينَار أحضرت لَهُ فِي الْمجْلس وبهذه الكائنة اخْتَلَّ ملك بني رَسُول. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْخَمِيس: فِي خامسه: أنعم عَليّ الْأَمِير شارقطلوا وخلع عَلَيْهِ فاستقر أَمِيرا كَبِيرا أتابك العساكر عوضا عَن يشبك الساقي بِحكم وَفَاته. فِي سادسه: أحضرت هَدِيَّة ملك كلبرجة من الْهِنْد وَهِي أَرْبَعَة سيوف وَسِتَّة عشر جمالاً عَلَيْهَا شاشات وأزر وَقد أهْدى إِلَى غير وَاحِد من أَعْيَان الدولة وَسَأَلَ أَن تمكن رسله من بِنَاء رِبَاط بالقدس وَكَانَ من خبر الْهِنْد أَن بِلَاد الْهِنْد قِسْمَانِ قسم بيد أهل الْكفْر وهم الْأَكْثَر وَقسم بأيدي الْمُسلمين. وَكَانَ ملك الْهِنْد صَاحب مَدِينَة دله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute