للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهِي قَاعِدَة الْملك. وَكَانَ ملكهَا فَيْرُوز شاه بن نصْرَة شاه من عُظَمَاء مُلُوك الْإِسْلَام فَلَمَّا مَاتَ ملك دله بعده مَمْلُوكه ملو وَعَلِيهِ قدم الْأَمِير تيمور لنك بعد سنة ثَمَانمِائَة وأوقع بِالْهِنْدِ وقيعة شنعاء وَخرب مَدِينَة دله وَعَاد إِلَى بِلَاده فَأتى بِلَاد الشَّام بعد ذَلِك. وَكَانَ ملو قد فر مِنْهُ فَعَاد مسير تيمور لنك إِلَى دله وَمضى مِنْهَا إِلَى ملطان فَخرج عَلَيْهِ خضر خَان بن سُلَيْمَان وحاربه فَقتل فِي الْحَرْب. وَكَانَ قد ملك دله دولة يار فنازله خضر خَان وحصره مُدَّة ففر مِنْهُ وَملك خضر خَان دله حَتَّى مَاتَ فَقَامَ من بعده ابْنه مبارك شاه بن خضر خَان هَذَا وَقد انقسمت بعد أَخذ تيمور مَدِينَة دله مملكة الْهِنْد وَصَارَ بهَا عدَّة مُلُوك أَجلهم ملك بنجالة وَملك كلبرجة وَملك بزرات. فَأَما بنجالة فَقَامَ بهَا رجل من أهل سجستان يُقَال لَهُ شمس الدّين فَلَمَّا مَاتَ قَامَ من بعده ابْنه اسكندر شاه ثمَّ ابْنه غياث الدّين أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدّين وَمَات سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فَملك بعده ابْنه سيف الدّين حَمْزَة فثار عَلَيْهِ مَمْلُوكه شهَاب الدّين وَقَتله فَلم يتهن بعد أستاذه وَأَخذه الْكَافِر فندو وَملك بنجالة وَمَا مَعهَا فثار عَلَيْهِ وَلَده - وَقد أسلم - وَقَتله وَملك بنجالة وَتسَمى. بِمُحَمد وتكنى بِأبي المظفر وتلقب بِجلَال الدّين ثمَّ جدد مَا دثر أَيَّام أَبِيه فندو من الْمَسَاجِد وَأقَام معالم الْإِسْلَام. فَأَما كلبرجة فَإِن مُحَمَّد شاه صَاحب مَدِينَة دله بعث إِلَيْهَا حسن بهمن فَأَخذهَا لَهُ وَأقَام نائبها عَن مُحَمَّد شاه حَتَّى مَاتَ فَقَامَ ابْنه أَحْمد بن حسن بهمن ثمَّ قَامَ بعد أَحْمد ابْنه فَيْرُوز شاه بن أَحْمد بن حسن بهمن ثمَّ قَامَ بعده أَخُوهُ شهَاب الدّين أَحْمد أَبُو الْمَغَازِي بن أَحْمد بن حسن بهمن وَهُوَ الَّذِي بعث الْهَدِيَّة الْمَذْكُورَة. وَأما بزرات وكنباية فَإِن ظفر خَان كَانَ ساقيًا عِنْد الْملك فَيْرُوز شاه بن نصْرَة شاه صَاحب دله فولاه كنباية على ألف ألف تنكة حَمْرَاء عَنْهَا من الذَّهَب ثَلَاثَة آلَاف ألف مِثْقَال وَخَمْسمِائة ألف مِثْقَال. وَكَانَ ظفر هَذَا كَافِرًا وَله أَخ اسْمه لاكه. وَفِي ولَايَته خرب تيمور دله فَقَامَ عَلَيْهِ ابْنه تتر خَان وسجنه وصانع تيمور فأقره فَلَمَّا سَار تيمور عَن الْهِنْد خرج لاكه على ابْن أَخِيه تتر خَان وَقَتله وَأعَاد أَخَاهُ ظفر خَان إِلَى ملكه فَوَثَبَ أَحْمد خَان بن تتر خَان بن ظفر خَان على جده وَقَتله وأحرق عَم أَبِيه

<<  <  ج: ص:  >  >>