للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي خامسه: نُودي بِمَنْع النَّاس من الْمُعَامَلَة بِالدَّرَاهِمِ البندقية وَالدَّرَاهِم اللنكية فامتنعوا وتصدى جمَاعَة لأخذها بِأَقَلّ من قيمتهَا لعلمهم بِأَن الدولة لَا يمْضِي لَهَا أَمر وَلَا تثبت على حَال فخسر طوائف من النَّاس جملَة وَربح آخَرُونَ. وَفِي حادي عشره: قبض على الْأَمِير زين الدّين عبد الْقَادِر أستادار وَضرب ثمَّ خلع عَلَيْهِ من الْغَد وَاسْتقر على عَادَته. شهر ربيع الآخر أَوله الْجُمُعَة: أهل وَقد ارْتَفع سعر الْقَمْح من أَرْبَعمِائَة دِرْهَم الأردب إِلَى أَرْبَعمِائَة وَخمسين وَالشعِير من مائَة وَثَمَانِينَ درهما الأردب إِلَى ثَلَاثمِائَة. والفول بِنَحْوِ ذَلِك وأبيعت البطة من الدَّقِيق بِمِائَة وَأَرْبَعين درهما هَذَا والبهائم مرتبطة على البرسيم الْأَخْضَر. وَمن الْعَادة انحطاط أسعار الغلال فِي مثل هَذَا الْوَقْت غير أَن الاحتكار على الغلال متزايد والطمع فِي غلاء أثمانها كثير. وَفِي ثامنه: نُودي أَن تكون الْفُلُوس بِثمَانِيَة عشر درهما الرطل وَقد كَانَ النَّاس تضرروا من قلَّة وجود الْفُلُوس فَإِن التُّجَّار أكثرت من حملهَا إِلَى بِلَاد الْهِنْد وَغَيرهَا لرخصها بِالنِّسْبَةِ إِلَى سعر النّحاس الْأَحْمَر الَّذِي لم يضْرب. وَفِي يَوْم السبت سادس عشره: وكب السُّلْطَان بِثِيَاب جُلُوسه وَنزل من قلعة الْجَبَل إِلَى بَيت القَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الْجَيْش فَأَقَامَ عِنْده قَلِيلا وَعَاد إِلَى القلعة فَحمل إِلَيْهِ عبد الباسط من الْغَد ألفي دِينَار وخيلاً وبغالاً. وَفِي هَذَا الشَّهْر: تكَرر ركُوب السُّلْطَان مرَارًا. وَفِيه ارْتَفع الْقَمْح إِلَى خَمْسمِائَة دِرْهَم الأردب وأبيع الْأرز بِأَلف دِرْهَم الأردب بعد خَمْسمِائَة. وَفِي سادس عشرينه: تقدم أَمر قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أبي الْفضل أَحْمد بن عَليّ ابْن حجر إِلَى الشُّهُود الجالسين بالحوانيت للتكسب بتحمل الشَّهَادَات بَين النَّاس أَن لَا يكتبوا صدَاق امْرَأَة إِلَّا بِأحد النَّقْدَيْنِ الدَّرَاهِم الْفضة أَو الدَّنَانِير الذَّهَب. وأدركناهم يَكْتُبُونَ الصداقات من الذَّهَب وَالْفِضَّة الَّتِي هِيَ الدَّرَاهِم النقرة. فَلَمَّا راجت الْفُلُوس رسم قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين عبد الرَّحْمَن البُلْقِينِيّ - رَحمَه الله تَعَالَى - فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة أَن لَا تكْتب صداقات النِّسَاء وأجاير الدّور وسجلات الْأَرَاضِي وعهد الرَّقِيق من العبيد وَالْإِمَاء ومساطير الدُّيُون إِلَّا من الْفُلُوس الجدد مُعَاملَة الْقَاهِرَة فاستمر ذَلِك إِلَى الْآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>