للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذَا الشَّهْر: أُعِيد الْحجر على السكر ورسم أَن لَا يَشْتَرِيهِ أحد وَلَا يَبِيعهُ إِلَّا السُّلْطَان ثمَّ بَطل ذَلِك. وَفِيه عثر على بعض تجار الْعَجم المنتمين إِلَى الْإِسْلَام وَقد توجه من عِنْد الحطي ملك الْحَبَشَة إِلَى الفرنج يحثهم على الْقيام مَعَه لإِزَالَة دين الْإِسْلَام وَأَهله وَإِقَامَة الْملَّة العيسوية فَإِنَّهُ قد عزم على أَن يسير من بِلَاد الْحَبَشَة فِي الْبر بعساكره فتلاقوه بجموعكم فِي الْبَحْر إِلَى سواحل بِلَاد الْمُسلمين فسلك هَذَا التَّاجِر الْفَاجِر فِي مسيره من الْحَبَشَة الْبَريَّة حَتَّى صَار من وَرَاء الواحات إِلَى وَرَاء الْمغرب وَركب مِنْهَا الْبَحْر إِلَى بِلَاد الفرنج ودعاهم للثورة مَعَ الحطي على إِزَالَة مِلَّة الْإِسْلَام وَأَهْلهَا وَاسْتعْمل بِتِلْكَ الْبِلَاد عدَّة ثِيَاب مذهبَة باسم الحطي ورقمها بالصلبان فَإِنَّهُ شعارهم وَقدم من بِلَاد الفرنج فِي الْبَحْر إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَمَعَهُ الثِّيَاب الْمَذْكُورَة وراهبان من رُهْبَان الْحَبَشَة فنم عَلَيْهِ بعض عبيده فأحيط بمركبه وَحمل هُوَ والراهبان وَجَمِيع مَا مَعَه إِلَى السُّلْطَان. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كشف عَن أَمر الدِّيوَان الْمُفْرد وَاعْتبر متحصله فِي السّنة ومصروفه فَإِذا هُوَ يعجز مبلغ سِتِّينَ ألف دِينَار عَن جَمِيع مَا يرد إِلَيْهِ من خراج النواحي والحمامات والمستأجرات ورماية البضائع وغرامات الْبِلَاد فعين لَهُ مبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار برسم المتجر السلطاني وَأول مَا بَدَأَ بِهِ من ذَلِك تحكير صنف السكر فَلَا يدولب زراعة الْقصب واعتصاره وَعمل القند سكر ثمَّ بيع السكر إِلَّا السُّلْطَان وَأَن توزع الثَّلَاثِينَ ألف الْأُخْرَى على الْكَشَّاف والولاة ثمَّ أهمل وَلم يتم وَللَّه الْحَمد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ألزم دلالو الْخَيل أَن لَا يبيعوا فرسا لمتعمم وَلَا لجندي من أَوْلَاد النَّاس ثمَّ بَطل ذَلِك. وَفِي سادس عشرينه: قدم الطواشي فَيْرُوز الساقي من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة باستدعاء فأعيد على مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْخدمَة. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: انحل سعر الغلال وانحط الْقَمْح عَن خَمْسمِائَة دِرْهَم الأردب وَفرقت الْحمال على الْأُمَرَاء برسم التجريدة إِلَى بِلَاد الشَّام وحلب. وَفِي يَوْم السبت سلخه: كثر الإرجاف بِأخذ خُيُول النَّاس من مرابطها على البرسيم بالنواحي فسارع كل أحد إِلَى أَخذ خيله وقودها من الرّبيع إِلَى الاصطبلات فَمنهمْ من نجا بهَا وَمِنْهُم من عوجل فَأخذت خيله وسلمت إِلَى أَمِير أخور وَسبب ذَلِك أَن الْخُيُول شنع هلاكها فنفق للسُّلْطَان ومماليكه نَحْو الألفي فرس ثمَّ وقف جمَاعَة للسُّلْطَان فأفرج لَهُم عَن خيولهم فَأَخَذُوهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>