للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي هَذَا الشَّهْر: هدم علو بَيت الْأَمِير منجك بِخَط رَأس سويقة منعم قَرِيبا من مدرسة السُّلْطَان حسن وأبيعت أنقاضه لرجل بألفي دِينَار فَبَاعَهَا هُوَ فِي النَّاس وَكَانَ من جملَة أوقاف صهريج منجك وَسبب هَدمه أَن الْأُمَرَاء كَانَت تسكنه وَلَا تُعْطِي لَهُ أجره فَإِذا تهدم فِيهِ مَوضِع ألزموا مباشري الْوَقْف بعمارته وَرَأى النَّاس أَن هَذَا فأل رَدِيء فَإِنَّهُ قيل وَقع الخراب فِي بيُوت الْأُمَرَاء. شهر جُمَادَى الأولى أَوله الْأَحَد: فِي ثامنه: برز ركب يُرِيد الْمسير إِلَى مَكَّة المشرفة صُحْبَة سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن الْمرة نَاظر جدة فِيهِ جمَاعَة كَبِيرَة. وَفِي رَابِع عشرينه: استدعى قُضَاة الْقُضَاة للنَّظَر فِي أَمر نور الدّين عَليّ بن الخواجا التَّاجِر التوريزي المتوجه برسالة الحطي ملك الْحَبَشَة إِلَى الفرنج فَاجْتمعُوا بَين يَدي السُّلْطَان وَندب قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي للكشف عَن أمره وإمضاء حكم الله فِيهِ فنقله من سجن السُّلْطَان إِلَى سجنه فَقَامَتْ عَلَيْهِ بَيِّنَة بِمَا أوجب عِنْده إِرَاقَة دَمه فشهر فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشرينه على جمل بِمصْر وبولاق وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يجلب السِّلَاح إِلَى بِلَاد الْعَدو ويلعب بالدينين. ثمَّ أقعد تَحت شباك الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين وَضربت عُنُقه. وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً نَعُوذ بِاللَّه من سوء الْعَاقِبَة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: سَار الْأَمِير زين الدّين عبد الْقَادِر بن أبي الْفرج أستادار إِلَى النواحي فَفرض على كل بلد مَالا سَمَّاهُ الضِّيَافَة ليستعين بذلك على عجز الدِّيوَان الْمُفْرد لنفقة المماليك السُّلْطَانِيَّة فجبي مَالا كثيرا فَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذ من الْبَلَد مائَة دِينَار وَيَأْخُذ من أُخْرَى دون ذَلِك على حسب مَا يرَاهُ فاختل حَال الفلاحين خللاً يظْهر أَثَره فِيمَا بعد وَالله الْمُسْتَعَان. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الِاثْنَيْنِ: فِيهِ استدعى شيخ الشُّيُوخ شهَاب الدّين أَحْمد بن الصّلاح - الْمَعْرُوف بِابْن المحمرة - شيخ الخانكاه الصلاحية سعيد السُّعَدَاء إِلَى مجْلِس السُّلْطَان وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق فَقبله فَخلع عَلَيْهِ عوضا عَن بهاء الدّين مُحَمَّد بن نجم الدّين عمر بن حجي. وَكَانَ السُّلْطَان قد استدعى قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين صَالح ابْن شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ وَسَأَلَهُ بذلك فَلم يقبل وَكَانَ مُنْذُ صرف عَن الْقَضَاء ملازماً لداره وَهُوَ مقبل على الميعاد فِي كل يَوْم جُمُعَة بمدرسة أَبِيه وعَلى التدريس والإفتاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>