فِيهِ ابتدئ بهدم حوانيت الصيارف وسوق الْكتب وحوانيت النقليين والأمشاطيين فِيمَا بَين الصاغة والمدرسة الصالحية وَهِي جَارِيَة فِي وقف المارستان المنصوري لتجدد عمارتها. وَفِي رَابِع عشره: خلع على الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم وأعيد نظر الدِّيوَان الْمُفْرد وَكَانَ شاغراً. وَفِيه حملت نَفَقَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى القلعة لتنفق فيهم على الْعَادة فامتنعوا من قبضهَا وطلبوا زِيَادَة سِتّمائَة دِرْهَم لكل وَاحِد. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشره - الْمُوَافق لسادس عشْرين بؤونة -: أَخذ قاع النّيل وَكَانَ خَمْسَة عشر ذِرَاعا وَسَبْعَة أَصَابِع وَنُودِيَ عَلَيْهِ من الْغَد بِزِيَادَة خَمْسَة أَصَابِع. وَفِيه زيد فِي جوامك عدَّة من شرار المماليك فسكن شرهم وَأخذُوا جَمِيعًا النَّفَقَة. وَفِي حادي عشرينه: استعفي ابْن الهيصم من نظر الدِّيوَان الْمُفْرد فأعفي وَلزِمَ على عَادَته. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: اشْتَدَّ فَسَاد المماليك الجلب وَكثر عيثهم وعبثهم بِالنَّاسِ وَأَخذهم مَا قدرُوا عَلَيْهِ من مَال وحريم فتجمع السودَان وقاتلوهم فَقتل بَينهم عدَّة وصاروا جمعين لكل جمع عصبَة. شهر شَوَّال أَوله الْأَحَد: أهل والأسعار قد ارْتَفَعت فالقمح من مِائَتَيْنِ وَخمسين درهما الأردب إِلَى مَا دونهَا وَالشعِير من مائَة وَثَلَاثِينَ إِلَى مَا دونهَا وَسَببه هيف الزَّرْع فِي كثير من النواحي عِنْد توالي ريَاح حارة فَقل وُقُوع الْغلَّة عِنْد الدراس. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: اشْتَدَّ بلَاء من الممالك وَعظم الضَّرَر بهم حَتَّى أَن السُّلْطَان منع النَّاس من عمل الأعراس والولائم وتهدد من عمل ذَلِك خوفًا من المماليك أَن تهجم على النِّسَاء وَهن مجتمعات وَتبين قُصُور الْيَد عَن ردعهم وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَفِي عاشره: نُودي بِمَنْع النَّاس من أَخذ الدَّرَاهِم البندقية والقرمانية واللكنية فَعَاد الضَّرَر فِي خسارة قوم وَربح آخَرين وَنُودِيَ أَيْضا أَن تكون الدَّنَانِير بمائتين وَثَلَاثِينَ وَكَانَت الْعَامَّة قد رفعت سعره إِلَى مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِحجَّة أَن الذَّهَب قَلِيل الْوُجُود بأيدي النَّاس وَأَن الدَّرَاهِم الأشرفية كثر فِيهَا البندقية واللكنية والقرمانية وكل ذَلِك من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute