للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِعْرَاض وُلَاة الْأُمُور عَن عمل الْمصَالح لبعدهم عَن مَعْرفَتهَا مَعَ طَلَبهمْ المَال بِكُل وَجه يذم ويستقبح. وَفِي تَاسِع عشره: برز محمل الْحَاج على الْعَادة فَرَحل الركب الأول من بركَة الْحجَّاج فِي ثَانِي عشرينه ورحل الْمحمل بِبَقِيَّة الْحَاج فِي ثَالِث عشرينه صُحْبَة الْأَمِير قرا سنقر. وانتهت زِيَادَة النّيل فِي هَذَا الْيَوْم - وَيُوَافِقهُ أول مسرى - إِلَى عشرَة أَذْرع وَخَمْسَة عشر إصبعاً. وَهَذَا مِقْدَار وَفِي هَذَا الشَّهْر: خربَتْ مَدِينَة الرها كَمَا سَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الثُّلَاثَاء: فِي رابعه - الْمُوَافق لثاني عشر مسرى -: نُودي بِزِيَادَة سَبْعَة أَصَابِع لتتمة خَمْسَة عشر ذِرَاعا وَتِسْعَة عشر إصبعاً وَلم يناد عَلَيْهِ من الْغَد وتوقفت الزِّيَادَة إِلَى تاسعه. وَذَلِكَ أَنه نقص أَرْبَعَة أَصَابِع لتقطع عدَّة جسور من فَسَاد عَملهَا فغرق عدَّة جرون تلف فِيهَا مَا شَاءَ الله من الغلال فتكالب النَّاس على شِرَاء الْغلَّة خوفًا من الشراقي فَنزل السُّلْطَان فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامنه إِلَى رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة ودعا الله تَعَالَى فأغاث الله عباده ووفى النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَنُودِيَ عَلَيْهِ بِالْوَفَاءِ يَوْم الْأَرْبَعَاء تاسعه - الْمُوَافق لَهُ سَابِع عشر مسرى - فَنزل الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن السُّلْطَان لتخليق المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأخذ مَدِينَة الرها. وَذَلِكَ أَن الْعَسْكَر سَار من الْقَاهِرَة لأخذ قلعة خرت برت وَقد مَاتَ متوليها ونازلها عَسْكَر قرا يلك صَاحب آمد فَلَمَّا وصلوا إِلَى مَدِينَة حلب ورد إِلَيْهِم الْخَبَر بِأخذ قرا يلك قلعة خرت برت وتحصينها وتسليمها لوَلَده فَتوجه الْعَسْكَر وَقد انْضَمَّ إِلَيْهِ الْأَمِير سودن من عبد الرَّحْمَن نَائِب الشَّام وَجَمِيع نواب المماليك الشامية ومضوا بأجمعهم إِلَى الرها فَأَتَاهُم بالبيرة كتاب أهل الرها بِطَلَب الْأمان وَقد رَغِبُوا فِي الطَّاعَة فأمنوهم وَكَتَبُوا لَهُم بِهِ كتابا وَسَارُوا من البيرة وَبَين أَيْديهم مِائَتَا فَارس من عرب الطَّاعَة كشافة فوصلت الكشافة إِلَى الرها فِي تَاسِع عشر شَوَّال فَإِذا الْأَمِير هابيل قد وصل إِلَيْهَا من قبل أَبِيه الْأَمِير عُثْمَان بن طور عَليّ الْمَعْرُوف بقرًا يلك صَاحب آمد وحصنها وَجمع فِيهَا عَامَّة أهل الضّيَاع بمواشيهم وعيالهم وَأَمْوَالهمْ فناولوها وهم يرمونهم بالنشاب من فَوق الأسوار ثمَّ برز إِلَيْهِم الْأَمِير هابيل فِي عَسْكَر نَحْو ثَلَاثمِائَة فَارس وَقَاتلهمْ وَقتل مِنْهُم جمَاعَة وعلق رُءُوسهم على قلعة الرها فأدركهم الْعَسْكَر ونزلوا على ظَاهر الرها فِي يَوْم الْجُمُعَة عشرينه وَقد

<<  <  ج: ص:  >  >>