للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس سابعه: أحصي من صلى عَلَيْهِ من الْأَمْوَات فِي الْمُصَليَات الْمَشْهُورَة خَاصَّة فَكَانُوا نَحْو الْألف ومائتي ميت وَصلى بِغَيْر هَذِه الْمُصَليَات على مَا شَاءَ الله. وَلم يُورد فِي ديوَان الْقَاهِرَة سوى ثَلَاثمِائَة وَخمسين وَفِي ديوَان مصر دون الثَّلَاثِينَ. وَصلى بهَا على مائَة. وَضبط فِي يَوْم السبت تاسعه من صلى عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ فَكَانُوا ألفا وَمِائَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَسِتِّينَ لم يرد الدِّيوَان سوى مَا دون الأربعمائة فَكَانَ عدد من صلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر فِي هَذَا الْيَوْم أَرْبَعمِائَة وَخمسين وَمَات بعض الْأُمَرَاء الألوف فَلم يقدر لَهُ على تَابُوت حَتَّى أَخذ لَهُ تَابُوت من السَّبِيل. وَمَات ولد لبَعض الوزراء فَلم يقدر الأعوان - مَعَ كثرتهم وشدتهم - على تَابُوت لَهُ حَتَّى أَخذ لَهُ تَابُوت من المارستان. وَبلغ عدد من صلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر فِي يَوْم الْأَحَد عاشره خَمْسمِائَة وَخَمْسَة وَهِي من جملَة أَربع عشرَة مصلى. وَبَلغت عدَّة من صلى عَلَيْهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشره فِي الْمُصَليَات الْمَشْهُورَة بِالْقَاهِرَةِ وظواهرها أَلفَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَسِتَّة أَرْبَعِينَ. وانطوى عَن الَّذِي ضبط الْكثير مِمَّن لم يصل عَلَيْهِ فِيهَا وَبَلغت عدَّة من صلى عَلَيْهِ فِيهَا وَبَلغت عدَّة من صلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر خَاصَّة فِي يَوْم وَاحِد زِيَادَة على ثَمَانمِائَة ميت وَمثل ذَلِك فِي مصلى المؤمني تَحت القلعة وَكَانَ يُصَلِّي على أَرْبَعِينَ مَيتا مَعًا فَمَا تَنْقَضِي الصَّلَاة على الْأَرْبَعين جَمِيعًا حَتَّى يُؤْتِي بعدة أموات وَبَلغت عدَّة من خرج من أَبْوَاب الْقَاهِرَة من الْأَمْوَات اثْنَا عشر ألفا وثلاثمائة ميت. وَاتفقَ فِي هَذَا الوباء غرائب مِنْهَا أَنه كَانَ بالقرافة الْكُبْرَى والقرافة الصُّغْرَى من السودَان نَحْو ثَلَاثَة آلَاف مَا بَين رجل وَامْرَأَة صَغِير وكبير ففنوا بالطاعون حَتَّى لم يبْق مِنْهُم إِلَّا قَلِيل. فَفرُّوا إِلَى أَعلَى الْجَبَل وَبَاتُوا ليلتهم سهارى لَا يَأْخُذهُمْ نوم لشدَّة مَا نزل بهم من فقد أَهْليهمْ وظلوا يومهم من الْغَد بِالْجَبَلِ فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الثَّانِيَة مَاتَ مِنْهُم ثَلَاثُونَ إنْسَانا وَأَصْبحُوا فَإلَى أَن يَأْخُذُوا فِي دفنهم مَاتَ مِنْهُم ثَمَانِيَة عشر. وَاتفقَ أَن إقطاعاً بالحلقة انْتقل فِي أَيَّام قَليلَة إِلَى تِسْعَة نفر وكل مِنْهُم يَمُوت وَمن كَثْرَة الشّغل بالمرضى والأموات تعطلت أسواق الْبَز وَنَحْوه من البيع وَالشِّرَاء وتزايد ازدحام النَّاس فِي طلب الأكفان والنعوش فَحملت الْأَمْوَات على الألواح والأقفاص وعَلى الْأَيْدِي وَعجز النَّاس عَن دفن أمواتهم فصاروا يبيتُونَ بهَا فِي الْمَقَابِر والحفارون طول ليلتهم يحفرون وَعمِلُوا حفائر كَثِيرَة تلقى فِي الحفرة مِنْهَا الْعدة الْكَثِيرَة من الْأَمْوَات وأكلت الْكلاب كثيرا من أَطْرَاف الْأَمْوَات وَصَارَ النَّاس ليلهم كُله يسعون فِي طلب الغسال والحمالين والأكفان وَترى نعوش الْأَمْوَات فِي الشوارع كَأَنَّهَا قطارات الْجمال لكثرتها والمرور بهَا متواصلة بَعْضهَا فِي إِثْر بعض فَكَانَ هَذَا من الْأَهْوَال الَّتِي أدركناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>