وَفِي سَابِع عشرينه: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بِهَلَاك من هلك من الْعَطش. وَفِي تَاسِع عشرينه: قدم القَاضِي. زين الدّين عبد الباسط من الْقُدس. وَفِي سلخه: نُودي على النّيل برد النَّقْص وَزِيَادَة إِصْبَعَيْنِ. وَفِي هَذَا الشَّهْر: توجه الْأَمِير قصروه نَائِب حلب والأمراء المجردون من مصر بِمن مَعَهم لمحاربة قرقماس بن حُسَيْن بن نعير فَلَقوا جمائعه تجاه قلعة جعبر وَقد أخلى الْجَلِيل فَأخذ الْعَسْكَر فِي نهب الْبيُوت فَخر عَلَيْهِم الْعَرَب فَقتلُوا كثيرا مِنْهُم وَفِيهِمْ أتابك حلب وسلبوهم فعادوا إِلَى حلب بِأَسْوَأ حَال. فَكَانَت هَذِه السّنة ذَات مكاره عديدة من أوبئة شنعة وحروب وَفتن فَكَانَ بِأَرْض مصر - بحريها وقبليها - وبالقاهرة ومصر وظواهرهما وباء مَاتَ فِيهِ - على أقل مَا قيل - مائَة ألف إِنْسَان والمجازف يَقُول الْمِائَة ألف من الْقَاهِرَة فَقَط سوى من مَاتَ بِالْوَجْهِ القبلي وَالْوَجْه البحري وهم مثل ذَلِك وغرق ببحر القلزم فِي شهر ذِي الْقعدَة مركب فِيهِ حجاج وتجار يزِيد عَددهمْ على ثَمَانمِائَة إِنْسَان لم ينج مِنْهُم سوى ثَلَاث رجال وَهلك باقيهم وَهلك فِي ذِي الْقعدَة أَيْضا بطرِيق مَكَّة - فِيمَا بَين الأزلم وينبع - بِالْحرِّ والعطش ثَلَاثَة آلَاف وَيَقُول المكثر خَمْسَة آلَاف وغرق بالنيل فِي مُدَّة يسيرَة اثْنَتَا عشرَة سفينة تلف من البضائع والغلال مَا قِيمَته مَال عَظِيم. وَكَانَ بغزة والرملة والقدس وصفد ودمشق وحمص وحماة وحلب وأعمالها وباء هلك فِيهِ خلائق لَا يُحْصى عَددهَا إِلَّا الله تَعَالَى. وَكَانَ بِبِلَاد الْمشرق بلَاء عَظِيم وَهُوَ أَن شاه رخ بن تيمور ملك الْمشرق قدم إِلَى توريز فِي عَسْكَر يَقُول المجازف عدتهمْ سَبْعمِائة ألف. فَأَقَامَ على خوي نَحْو شَهْرَيْن وَقد فر مِنْهُ اسكندر بن قرا يُوسُف فَقدم عَلَيْهِ الْأَمِير عُثْمَان بن طر عَليّ - الْمَعْرُوف بقرًا يلك التركماني - صَاحب آمد فِي ألف فَارس فَبَعثه على عَسْكَر لمحاربة اسكندر وَسَار فِي إثره وَقد جمع اسكندر جمعا يَقُول المجازف إِنَّهُم سَبْعُونَ ألفا فاقتتل الْفَرِيقَانِ خَارج توريز فَقتل بَينهمَا آلَاف من النَّاس وَانْهَزَمَ اسكندر وهم فِي أَثَره يقتلُون وَيَأْسِرُونَ وينهبون فَأَقَامَ اسكندر بِبِلَاد الكرج ثمَّ نزل بقلعة سلماس وحصرته العساكر مُدَّة فنجا مِنْهُم وَجمع نَحْو الْأَرْبَعَة آلَاف فَبعث إِلَيْهِ شاه رخ عسكراً أوقعوا بِهِ وَقتلُوا من مَعَه فنجا بِنَفسِهِ جريجاً.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute