فِي تَاسِع عشره: عَارض ركب المعتمرين رفْقَة ابْن الْمرة عرب زبيد فانحنا فِي غير وَقت النُّزُول وكادت الْفِتْنَة أَن تثور حَتَّى صولحوا على مائَة دِينَار قَامَ بهَا ابْن الْمرة من مَاله وَلم يُكَلف أحد وزن شَيْء فَلَمَّا نزلنَا رابغ أَهْلينَا بِالْعُمْرَةِ وَنحن على تخوف وسرنا فَبَيْنَمَا نَحن فِيمَا بَين الجرينات وقديد أغار علينا وَنحن سائرون ضحى الشريف زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن زيان بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي فِي نَحْو مائَة فَارس وعدة كَثِيرَة من المشاة وقاتلنا فقاتله الْقَوْم صَدرا من النَّهَار وَالْجمال مناخة بأحمالها فَقتل منا رجلَانِ وَمن الْعَرَب نَحْو الْعشْرَة وجرح كثير ثمَّ وَقع الصُّلْح مَعَه على ألف وَمِائَة دِينَار أفرنتية وعَلى ثِيَاب جوخ وصوف وعبي بِنَحْوِ أَرْبَعمِائَة دِينَار فَكف النَّاس عَن الْقِتَال بعد مَا تعين الظفر لزهير وبتنا بأنكد لَيْلَة من شدَّة الْخَوْف وَالْمَال يجبى من كل أحد بِحَسب حَاله فَمنهمْ من جبي مِنْهُ مائَة دِينَار وَمِنْهُم من أَخذ مِنْهُ دِينَار وَاحِد وَحمل ذَلِك من الْغَد وسرنا فقدمنا مَكَّة وَللَّه الْحَمد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرينه فَكَانَت مُدَّة سيرنا من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة - شرفها الله تَعَالَى - سِتَّة وَأَرْبَعين يَوْمًا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اسْتَقر جَانِبك الناصري الْإسْكَنْدَريَّة بعد موت الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد الدوادار وَأَصله من مماليك الْأَمِير يلبغا الناصري ثمَّ عمل فِي الْأَيَّام المؤيدية رَأس نوبَة الْمقَام الناصري إِبْرَاهِيم ابْن السُّلْطَان وَصَارَ من جملَة الْأُمَرَاء وَولي كشف الجسور بالغربية. وَفِيه أندر المنجمون بكسوف الشَّمْس فَنُوديَ بِالْقَاهِرَةِ أَن يَصُوم النَّاس ويفعلوا الْخَيْر فَلم يظْهر الْكُسُوف وَوَقع الْإِنْكَار على من أنذر بِهِ ثمَّ قدم الْخَبَر بحدوث كسوف الشَّمْس بِجَزِيرَة الأندلس حَتَّى استولى على جرم الشَّمْس كُله إِلَّا مِقْدَار الثّمن مِنْهُ وَذَلِكَ بعد نصف النَّهَار من ثامن عشرينه. شهر رَجَب أَوله السبت: فِي سَابِع عشره: أدير محمل الْحَاج على الْعَادة. شهر شعْبَان أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي حادي عشره: كَانَت زَلْزَلَة عَظِيمَة شَدِيدَة بعد صَلَاة الظّهْر بِجَزِيرَة الأندلس وبمرج أغرناطة سَقَطت بهَا أبنية كَثِيرَة على سكانها فهلكوا وَخسف بِثَلَاث بِلَاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute