للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل أغرناظة وَرَجَعُوا إِلَى معسكرهم فَركب السُّلْطَان بِمن مَعَه أقفيتهم يقتلُون وَيَأْسِرُونَ فبلغت عدَّة من قتل من الفرنج سِتَّة وَثَلَاثُونَ ألفا وَلحق باقيهم ببلادهم بعد مَا كَادُوا أَن يملكُوا أغرناطة. وَبَلغت عدَّة من أسر الْمُسلمُونَ من الفرنج نَحْو اثْنَي عشر ألفا وَيَقُول المكثر إِنَّه قتل وَمَات وَأسر من الفرنج فِي هَذِه الكائنة زِيَادَة على سِتِّينَ ألفا. وَكَانَ سَبَب هَذِه الْحَادِثَة أَنه وَقع بَين ملك القطلان صَاحب برجلونة وَبَين ملك قشتالة صَاحب أشبيلية وقرطبة فَجمع القشتيلي وَسَار لِحَرْب القطلاني حَتَّى تلاقى الْجَمْعَانِ فَمشى الأكابر بَين الْملكَيْنِ فِي الصُّلْح فَاعْتَذر القشتيلي بِأَنَّهُ أنْفق فِي حركته مَالا كثيرا فأشير عَلَيْهِ بِأخذ مَا أنفقهُ من الْمُسلمين بِأَن يغزوهم فَإِنَّهُم قد ضعفوا وَمَا زَالُوا حَتَّى تقرر الصُّلْح وَنزل على أغرناطة وَكَانَ مَا تقدم ذكره. وَفِي شهر رَمَضَان: هَذَا ابتدأت فِي إسماع كتاب إمتاع الأسماع بِمَا للرسول من الْأَبْنَاء وَالْأَحْوَال والحفدة وَالْمَتَاع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أول يَوْم فِيهِ بِقِرَاءَة - الْمُحدث الْفَاضِل تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تجاه الْمِيزَاب وَكَانَ جمعا موفوراً. شهر شَوَّال أَوله الثُّلَاثَاء: فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تاسعه - الْمُوَافق لسادس عشْرين بؤونة -: أَخذ قاع النّيل فجَاء سِتَّة أَذْرع وَثَلَاثَة أَصَابِع وَنُودِيَ عَلَيْهِ من الْغَد بِزِيَادَة ثَلَاثَة أَصَابِع واستمرت الزِّيَادَة. وَفِي حادي عشرينه: خرج محمل الْحَاج إِلَى الريدانية خَارج الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأَمِير قرا سنقر وَرفع مِنْهَا إِلَى بركَة الْحجَّاج وَحج القَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الْجَيْش عَظِيم الدولة ومدبرها وحجت خوند جلبان زَوْجَة السُّلْطَان أم وَلَده فِي تجمل كَبِير بِحَسب الْوَقْت. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اتّفقت حَادِثَة غَرِيبَة وَهُوَ أَنه اجْتمع بأجران كوم النجار بالغربية من الفيران عدد لَا يُحْصِيه إِلَّا الله تَعَالَى واقتتلوا من الْعَصْر إِلَى قريب عشَاء الْآخِرَة فَوجدَ من الْغَد نَحْو خَمْسَة آلَاف فار ميت فَجمعُوا وأحرقوا وأفسد الفار مقاتي الْبِطِّيخ وَنَحْوه وأكلوا الغلال وَهِي فِي سنبلها وأكلوا أَكثر مَا فِي جرون نواحي

<<  <  ج: ص:  >  >>