الغربية بِحَيْثُ أَن بعض النواحي لم ترد بذارها وَكَانَ يجْتَمع فِي الْمَوَاضِع الْوَاحِد أَكثر من ثَلَاثمِائَة فأر. فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشره - الْمُوَافق لَهُ تَاسِع عشْرين أبيب -: كَانَ وَفَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا. وَركب الْأَمِير قرقماس حَاجِب الْحجاب حَتَّى خلق المقياس وَفتح الخليج على الْعَادة. وَفِيه زَاد النّيل اثْنَي عشر إصبعاً من الذِّرَاع السَّابِعَة عشر وَفِي هَذَا نادرتان من نَوَادِر النّيل إِحْدَاهمَا الْوَفَاء قبل مسرى وَقد أدركنا ذَلِك وَقع مرَّتَيْنِ. وَالثَّانيَِة زِيَادَة هَذَا الْقدر فِي يَوْم الْوَفَاء وَلم يدْرك مثل ذَلِك واستمرت زِيَادَة النّيل والنداء عَلَيْهِ فِي كل يَوْم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: استجد بعيون الْقصب من طَرِيق الْحجاز بِئْر حفرت بِإِشَارَة القَاضِي زين الدّين عبد الباسط فَعظم النَّفْع بهَا. وَذَلِكَ أنني أدْركْت عُيُون الْقصب وَتخرج من بَين الجبلين مَاء يسيح على الأَرْض فينبت فِيهِ الْقصب الْفَارِسِي وَغَيره شَيْء كثير ويرتفع فِي المَاء حَتَّى يتَجَاوَز قامة الرجل فِي عرض كَبِير فَإِذا نزل الْحَاج عُيُون الْقصب أَقَامُوا يومهم على هَذَا المَاء يغتسلون مِنْهُ ويردون ثمَّ انْقَطع هَذَا المَاء وجفت تِلْكَ الأعشاب فَصَارَ الْحَاج إِذا نزل هُنَاكَ احتفروا حفائر يخرج مِنْهَا مَاء رَدِيء إِذا بَات لَيْلَة وَاحِدَة فِي الْقرب نَتن فأغاث الله الْعباد بِهَذِهِ الْبِئْر وَخرج مَاؤُهَا عذباً. وَكَانَ قبل ذَلِك بِنَحْوِ شَهْرَيْن قد حفر الْأَمِير شاهين الطَّوِيل بئرين بِموضع يُقَال لَهُ زعم وقبقاب وَذَلِكَ أَن الْحَاج كَانَ إِذا ورد الْوَجْه تَارَة يجد فِيهِ المَاء وَتارَة لَا يجده. فَلَمَّا هلك النَّاس من الْعَطش فِي السّنة الْمَاضِيَة بعث السُّلْطَان بشاهين هَذَا كَمَا تقدم ذكره فحفر البئرين بِنَاحِيَة زعم حَتَّى لَا يحْتَاج الْحَاج إِلَى وُرُود الْوَجْه فيروي الْحَاج مِنْهُمَا وَعم الِانْتِفَاع بهما وَبَطل سلوك الْحَاج على طَرِيق الْوَجْه من هَذِه السّنة. شهر ذِي الْحجَّة أَوله السبت: فِي ثَانِي عشرينه: خلع على تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن الخطير وَاسْتقر فِي نظر الدِّيوَان الْمُفْرد عوضا عَن الصاحب تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن الهيصم بعد مَوته. وَابْن الخطير هَذَا من نَصَارَى القبط وَله بيتوته مَشْهُورَة. كَانَ اسْمه جرجس وتلقب بالشيخ التَّاج وترقى فِي الخدم الديوانية وباشر ديوَان الْأَمِير برسباي فِي الْأَيَّام المؤيدية شيخ فألزمه بِالْإِسْلَامِ فَأسلم وَتسَمى تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب وخدم بديوان الْخَاص
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute