للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَن التَّاج الشويكي وأخيه عمر. ودولات هَذَا أحد المماليك الظَّاهِرِيَّة وَولي كشف الْوَجْه القبلي فتعدى الْحُدُود فِي الْعُقُوبَات وَصَارَ ينْفخ بالكير فِي دبر الرجل حَتَّى تنذر عَيْنَيْهِ وتنفلق دماغه إِلَى غير ذَلِك من سيء الْعَذَاب ثمَّ ولي كشف الْوَجْه البحري وَكَانَ التَّاج قد ترفع عَن مُبَاشرَة الْولَايَة وَأقَام فِيهَا أَخَاهُ عمر فشره فِي المَال حَتَّى كَانَ كلما أَتَاهُ أحد بسارق أَخذ مِنْهُ مَالا وخلى عَنهُ فأمن السراق فِي أَيَّامه على أنفسهم وصاروا لَهُ رعية يجبى مِنْهُم مَا أحب فَلَمَّا ولي دولات خجا بَدَأَ بالإفراج عَن أَرْبَاب الجرائم من سجنهم وَحلف لَهُم أَنه مَتى ظفر بِأحد مِنْهُم وَقد سرق ليوسطنه رهب إرهاباً زَائِدا وَركب فِي اللَّيْل وَطَاف وأمضى وعيده فِي السراق فَمَا وَقع لَهُ سَارِق إِلَّا وَسطه فذعر النَّاس مِنْهُ. وَفِيه خلع على عمر أخي التَّاج وَاسْتقر من جملَة الْحجاب ليرتفق بمطالع الْعباد على بُلُوغ أغراضه ونيل شهواته. وَأكْثر دولات خجا من الرّكُوب لَيْلًا وَنَهَارًا بفرسانه ورجالته وألزم الباعة بكنس الشوارع ثمَّ رشها بِالْمَاءِ وعاقب على ذَلِك وَمنع النِّسَاء من الْخُرُوج إِلَى الترب فِي أَيَّام الْجمع. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أجريت الْعين حَتَّى دخلت إِلَى مَكَّة بعد مَا مَلَأت البرك دَاخل بَاب المعلاه وَمَرَّتْ على سوق اللَّيْل إِلَى الصَّفَا وانتهت إِلَى بَاب إِبْرَاهِيم وساحت من هُنَاكَ فَعم النَّفْع بهَا وَكثر الْخَيْر لشدَّة احْتِيَاج النَّاس بِمَكَّة إِلَى المَاء وقلته أَحْيَانًا وَغَلَاء سعره وَتَوَلَّى ذَلِك سراج الدّين عمر بن شمس الدّين مُحَمَّد بن المزلق الدِّمَشْقِي أحد التُّجَّار وَأنْفق فِيهِ من مَاله جملَة وافرة. شهر شَوَّال، أَوله السبت:

<<  <  ج: ص:  >  >>