للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُنَّا نَفِر من الْوُلَاة الجائرين إِلَى الْقُضَاة فَالْآن نَحن نفر من جور الْقُضَاة إِلَى الْوُلَاة وَفِي ثامنه: سَارَتْ التجريدة فِي النّيل وَهِي مِائَتَا مَمْلُوك من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَمِائَة من مماليك الْأُمَرَاء. وَعَلَيْهِم ثَلَاثَة أُمَرَاء من أُمَرَاء العشرات بعد مَا أنْفق فِي كل مَمْلُوك ألف وَخَمْسمِائة دِرْهَم فُلُوسًا عَنْهَا خَمْسَة دَنَانِير وَكسر. وَفِيه برز الْأَمِير قرقماس نَائِب حلب إِلَى الرها. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثالثه: وسط الْأَمِير علم الدّين حُذَيْفَة بن الْأَمِير نور الدّين عَليّ بن نصير الدّين شيخ لواته خَارج الْقَاهِرَة. وَفِي ثامن عشره: قدم الْخَبَر بوقعة أينال الأجرود الْمَذْكُورَة وَهِي أَن بعض من مَعَه من أُمَرَاء حلب صَادف بَين بساتين الرها طَائِفَة من التركمان وَهُوَ يسير خيله فَقَاتلهُمْ وَهَزَمَهُمْ. فَلَمَّا بلغ ذَلِك أينال خرج من مَدِينَة الرها نجدة لَهُ فَخرجت عَلَيْهِ ثَلَاث كمائن فَكَانَت بَينه وَبينهمْ وقْعَة قتل فِيهَا من الْفَرِيقَيْنِ عدَّة. وَلحق أينال بِالْمَدِينَةِ فَوَقع الْعَزْم على سفر السُّلْطَان. وَكتب إِلَى بِلَاد الشَّام بتعبئة الإقامات من الشّعير وَنَحْوه. وَفِي عشرينه: خرج محمل الْحَاج صُحْبَة الْأَمِير قرا سنقر إِلَى بركَة الْحَاج وصحبته كسْوَة الْكَعْبَة علىْ الْعَادة. وَقد قدم من بِلَاد الْمغرب وَمن التكرور وَمن الْإسْكَنْدَريَّة وأعمال مصر حَاج كثير فتلاحقوا بالمحمل شَيْئا بعد شَيْء. ثمَّ اسْتَقل الركب الأول بِالْمَسِيرِ من الْبركَة فِي ثَانِي عشرينه. ورحل الْأَمِير قرا سنقر بالمحمل وَبَقِيَّة الْحَاج فِي ثَالِث عشرينه. وَكتب إِلَى الْبِلَاد الشامية بِخُرُوج نواب المماليك للحاق بالأمير قرقماس نَائِب حلب. ثمَّ أبطل ذَلِك: وَكتب بمنعهم من الْمسير حَتَّى يَصح لَهُم نزُول قرا يلك على الرها بجمائعه وبيوته. فَإِذا صَحَّ لَهُم ذَلِك سَارُوا لقتاله. وَفِيه أَيْضا كتب باستقرار خَلِيل بن شاهين نَاظر الْإسْكَنْدَريَّة وحاجبها فِي نِيَابَة الثغر مَعَ النّظر والحجوبية. وَكَانَ قد بعث بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار ووعد بِحمْل مثلهَا وَسَأَلَ فِي ذَلِك فَأُجِيب إِلَيْهِ. وَلم ندرك مثل ذَلِك وَهُوَ أَن يكون النَّائِب حاجباً فَإِن مَوضِع الْحَاجِب الْوُقُوف بَين يَدي النَّائِب وَالتَّصَرُّف بأَمْره هِيَ الْأَيَّام كلهَا قد صرن عجائب حَتَّى لَيْسَ فِيهَا عجائب وَقدم قلصد من بَغْدَاد كَانَ قد توجه لكشف الْأَخْبَار فَأخْبر أَن أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف لما أَخذ بَغْدَاد من أَخِيه شاه مُحَمَّد بن قرا يُوسُف أَسَاءَ

<<  <  ج: ص:  >  >>