للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّلَاث قُضَاة الْقُضَاة فأجل فِي الْأَمر فَلم يعجب السُّلْطَان ذَلِك وَأَرَادَ عزل جمَاعَة من أَرْبَاب وظائفها فروجع فِي ذَلِك حَتَّى أقرهم على مَا هم عَلَيْهِ. وأبطل الْكَشْف عَمَّا رسم بِهِ فسر النَّاس بِهَذَا لأَنهم كَانُوا يتوقعون تغييرات كَثِيرَة. وَفِيه اشْتَدَّ قلق النَّاس لقلَّة الْبرد فِي فصل الشتَاء وَعدم الْمَطَر وهبوب ريَاح حارة فِي أَوْقَات شهر رَجَب أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثامنه: أدير محمل الْحَاج بِمصْر والقاهرة وَكَانَت الْعَادة أَلا يدار إِلَّا بعد النّصْف من رَجَب فأدير فِي هَذِه الدولة قبله غير مرّة. وَفِي ثامن عشره: خلع على الْأَمِير تمرباي الدوادار الثَّانِي وَاسْتقر أمَير الْحَاج وخلع على الْأَمِير صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله محتسب الْقَاهِرَة ليَكُون أَمِير الركب الأول. وَفِي حادي عشرينه: ورد الْخَبَر بِأَن الْعَرَب - من محَارب - لما علمُوا نزُول الْأَمِير أينال الجكمي على الفيوم سَارُوا إِلَى جِهَة الواحات. ثمَّ بدا لَهُم فنزلوا بالأشمونين فَركب الْأَمِير كريم الدّين الكاشف والأمير تغري برمش أَمِير أخور والأمير تمراز رَأس نوبَة النوب وقاتلوهم وهزموهم وظفروا مِنْهُم بستمائة جمل غير مَا نهب لَهُم وَإِن ذَلِك كَانَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشره. وَفِي حادي عشرينه: قدم الْأَمِير فياض ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر تَحت الحوطة فسجن بقلعة الْجَبَل. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بعث الْملك شهَاب الدّين أَحْمد بدلاي بن سعد الدّين سُلْطَان الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ أَخاه خير الدّين لقِتَال أمحرة الْكَفَرَة فَفتح عدَّة بِلَاد من بِلَاد الحطي ملك الْحَبَشَة وَقتل أميرين من أمرائه وَحرق الْبِلَاد وغنم مَالا عَظِيما وَأكْثر من القيل فِي أمحرة النَّصَارَى وَخرب لَهُم سِتّ كنائس. هَذَا وَقد شنع بعامة بِلَاد الْحَبَشَة الوباء الْعَظِيم فَمَاتَ فِيهِ من الْمُسلمين وَمن النَّصَارَى عَالم لَا يُحْصى حَتَّى لقد بَالغ الْقَائِل بِأَنَّهُ لم يبْق بِبِلَاد الْحَبَشَة أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>