للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهلك فِي هَذَا الوباء الحطي ملك الْحَبَشَة الْكَافِر وأقيم بدله صبي صَغِير. شهر شعْبَان أَوله الْأَرْبَعَاء: وَفِي سادسه: قدم بَقِيَّة المماليك والأمراء المجردين إِلَى الْعَرَب بِالْوَجْهِ القبلي. وفى سادس عشره: خلع على الْأَمِير قانباي الحمزاوي أحد الْأُمَرَاء الألوف. وَاسْتقر فِي نِيَابَة حماه عوضا عَن الْأَمِير جلبان. وَنقل جلبان إِلَى نِيَابَة طرابلس عوضا عَن الْأَمِير طراباي بعد مَوته. وأنعم بإقطاع قانباي وإمرته على الْأَمِير خجا سودن أحد أُمَرَاء الطبلخاناه. ووفرت امْرَأَة خجا سودن وأُضيف إقطاعه إِلَى الدولة للوزير تَقْوِيَة للوزير تَاج الدّين. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشره: نُودي بِمَنْع النَّاس من الْمُعَامَلَة بالفلوس وَألا يتعامل النَّاس إِلَّا بالفلوس الَّتِي ضربهَا السُّلْطَان. وَكَانَ من خبر ذَلِك أَن الْفُلُوس الجدد لما ضُربْ فِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة عمل زنة كل فلس مِنْهَا مِثْقَال على أَن الدِّرْهَم الْفضة الْمُعَامَلَة يعد فِيهِ مِنْهَا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ فلسًا فَكَانَت زنة القفة الْفُلُوس مائَة وَثَمَانِية عشر رطلا عَنْهَا خَمْسمِائَة دِرْهَم من الْفضة الظَّاهِرِيَّة مُعَاملَة مصر وَالشَّام. والمثقال الذَّهَب الهرجة الْمَضْرُوب بسكة الْإِسْلَام يصرف بِعشْرين درهما من هَذِه الدَّرَاهِم وَيزِيد تَارَة ثمن دِرْهَم على الْعشْرين درهما وَتارَة ربع دِرْهَم عَلَيْهَا. ثمَّ تزايد صرف الدِّينَار فِي آخر الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق حَتَّى بلغ نَحْو خَمْسَة وَعشْرين درهما. وَكَانَ النَّقْد الرائج بديار مصر وَأَرْض الشَّام الْفضة الْمَذْكُورَة وَيعْمل ثلثهَا نُحَاس وثلثاها فضَّة. ثمَّ يَلِي الْفضة الْمَذْكُورَة فِي الْمُعَامَلَة الذَّهَب الْمَخْتُوم الإسلامي وَلَا يعرف دِينَار غَيره. وَكَانَت الْفُلُوس أَولا إِنَّمَا هِيَ برسم شِرَاء المحقرات الَّتِي لَا تبلغ قيمتهَا دِرْهَم. فَلَمَّا كَانَت الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق وَقَامَ بتدبير الْأَمْوَال الْأَمِير جمال الدّين مَحْمُود بن عَليّ بن أصفر عينه أستادار أَكثر من ضرب الْفُلُوس الجدد الْمَذْكُورَة حَتَّى صَارَت هِيَ النَّقْد الرائج بديار مصر وَقلت الدَّرَاهِم. فَلَمَّا كَانَت الْأَيَّام الناصرية فرج بن برقوق تفاحش فِي دولته أَمر نقود مصر وكادت الدَّرَاهِم الْفضة الْمُعَامَلَة الَّتِي تقدم ذكرهَا أَن تعدم وَصَارَت تبَاع كَمَا تبَاع البضائع فبلغت كل مائَة دِرْهَم مِنْهَا إِلَى ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ درهما من الْفُلُوس الَّتِي يعد عَن كل دِرْهَم مِنْهَا أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ فلسًا. وَزَاد سعر الذَّهَب وراج مِنْهُ الدِّينَار الأفرنتي وَهُوَ ضرب الفرنج حَتَّى عدمت الدَّنَانِير الذَّهَب الهرجه المختومة بسكة الْإِسْلَام وَبلغ الدِّينَار الأفرنتي الْمَذْكُور مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ درهما من الْفُلُوس الْمَذْكُورَة وفسدت مَعَ ذَلِك هَذِه الْفُلُوس فَعمِلت كل قِنْطَار مصري - وَهُوَ مائَة رَطْل مصرية - بستمائة دِرْهَم وَصَارَت مُعَاملَة النَّاس بهَا فِي ديار مصر كلهَا بِالْوَزْنِ لَا

<<  <  ج: ص:  >  >>