الْقَاهِرَة فأنزلت وأقيم لَهَا بِمَا يَلِيق بهَا. وَقبلت هديتها لما صعدت قلعة الْجَبَل. وَأَفْرج لَهَا عَن وَلَدهَا فياض وخلع عَلَيْهِ وَولي نِيَابَة مرعش وَكَانَ الْأَمِير إِبْرَاهِيم بن قرمان قد بلغه توجه خَدِيجَة خاتون إِلَى الْقَاهِرَة فَبعث يسْأَل أَن تكون قيصرية لَهُ. فَقدم قاصده إِلَى حلب فِي ثامن عشْرين شهر شَوَّال هَذَا ووعد بِالْمَالِ الْمَذْكُور وَقد رَحل الْأَمِير قرقماس نَائِب حلب فِي رَابِع عشرينه من مرج دابق يُرِيد عينتاب بعد مَا أَقَامَ بالعمق خمْسا وَثَلَاثِينَ لَيْلَة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ظهر الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي بعد مَا أَقَامَ مُنْذُ خرج من سجن الْإسْكَنْدَريَّة فِي شهر شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين لَا يُوقف لَهُ على خبر حَتَّى قدم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر شَوَّال هَذَا إِلَى مَدِينَة حلب تركماني يُقَال لَهُ مُحَمَّد قد قبض عَلَيْهِ الْأَمِير قرقماس نَائِب حلب بالعمق وَمَعَهُ كتاب جَانِبك الصُّوفِي فِي سابعه فسجن بقلعة حلب وجهز الْكتاب إِلَى السُّلْطَان. شهر ذِي الْقعدَة أَوله يَوْم الِاثْنَيْنِ: فِيهِ نزل الْأَمِير قرقماس نَائِب حلب بِمن مَعَه عينتاب وَقد جمع التركمان على كينوك فَأَتَاهُ الْخَبَر بِأَن حَمْزَة بن دلغادر خرج عَن الطَّاعَة وَتوجه إِلَى ابْن عَمه سُلَيْمَان ابْن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر بعد مَا بعث إِلَيْهِ وحلفه لَهُ. وَأَن دوادار الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي وَمُحَمّد بن كندغدي بن رَمَضَان التركماني وصلا إِلَى الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر بأبلستين وحلفاه أَنه إِذا قدم عَلَيْهِ جَانِبك الصُّوفِي لَا يُسلمهُ وَلَا يَخْذُلهُ وَأَن جَانِبك كَانَ عِنْد أسفنديار فَسَار من عِنْده يُرِيد سُلَيْمَان بن دلغادر فَخرج إِلَيْهِ وتلقاه هُوَ وأمراؤه التركمان وَكَانَ السُّلْطَان قد جهز خَدِيجَة خاتون - كَمَا تقدم ذكره - فسارت بابنها فياض فِي أَوَائِل هَذَا الشَّهْر. وَقد جمع الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن قرمان وَنزل على قيصرية فوافقه أَهلهَا وسلموها لَهُ. ففر سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر فَبَلغهُ ظُهُور جَانِبك الصُّوفِي وَأَنه اجْتمع عَلَيْهِ الْأَمِير أسلماس بن كبك وَمُحَمّد بن قطبكي وهما من أُمَرَاء التركمان ونزلوا على ملطية. فَقدم على أَبِيه بأبلستين وَلم يبلغهما خبر الإفراج عَن وَلَده فياض وَخُرُوجه مَعَ أمه خَدِيجَة من الْقَاهِرَة فَأَرَادَ أَن يتَّخذ يدا عِنْد السُّلْطَان ليفرج عَن ابْنه فياض وينعم لَهُ بقيصرية فَجهز فِي ذَلِك ابْنه سُلَيْمَان بعد عوده مُنْهَزِمًا من قيصرية بكتابه. وَقدم الْخَبَر بِأَن اسكندر بن قرا يُوسُف مَشى على قرا يلوك وغزا على مَدِينَة أرزن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute