للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي ثالثه: عرض أَرْبَاب السجون ليفرج عَنْهُم، من كَثْرَة شكواهم بِالْجُوعِ. ثمَّ أعيدوا إِلَى سجونهم لما يَتَرَتَّب على إِطْلَاقهم من الْمَفَاسِد ورسم لأرباب الدُّيُون أَن يقومُوا. بمؤونة مسجونهم حَتَّى تَنْقَضِي أَيَّام الغلاء هَذَا إِن كَانَ الدّين مبلغا كَبِيرا فَإِن كَانَ الدّين يَسِيرا أُلزم رب الدّين بتقسيطه عَن الْمَدِين أَو الإفراج عَن الدُّيُون فاتفق أَن رجلا ادّعى عِنْد بعض نواب القَاضِي الْحَنَفِيّ على رجل بدين واقتضْى الْحَال أَن يُسجن فَكتب القَاضِي الْمُدَّعِي عِنْده على ورقة اعتقال الْمَدِين يعتقل بِشَرْط أَن يفْرض لَهُ رب الدّين مَا يَكْفِيهِ من المؤًونة. ثمَّ فِي ثَالِث عشره: عرض السُّلْطَان جَمِيع من فِي السجون وَأَفْرج عَنْهُم بأسرهم حَتَّى أَرْبَاب الجرائم من السراق وقطاع الطَّرِيق ورسم أَلا يسجن الْقُضَاة والولاة أحدا وَأَن من قبض عَلَيْهِ من السراق يقتل وَلَا تقطع يَده فغلقت السجون وَلم يبْق بهَا مسجون. ثمَّ نقض ذَلِك بعد قَلِيل وسجن من اسْتحق السجْن. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: اشْتَدَّ الْبرد بِالْقَاهِرَةِ وضواحيها حَتَّى جمدت برك المَاء ومقطعات النّيل وَنَحْوهَا وأُبيع الجليد فِي الْأَسْوَاق مُدَّة أَيَّام وَلم نعهد هَذَا وَلَا سمعنَا بِهِ. وَفِي ثامنه. كَانَ آخر عرض أجناد الْحلقَة. وَفِي حادي عشره: قدم الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل بن شاهين نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة بهدية فَخلع عَلَيْهِ من الْغَد يَوْم الإثنينْ ثَانِي عشره. وَنزل من القلعة فأدركه من خلع عَنهُ الخلعة وأعادها إِلَى نَاظر الْخَاص وَذَلِكَ أَنه بلغ السُّلْطَان عَنهُ أَنه أفرج للتجار عدَّة أحمال فلفل حَتَّى باعوها للفرنج بِمَال أَخذه مِنْهُم وَكَانَ قد تقدم مرسوم السُّلْطَان بِمَنْع التُّجَّار من بيع الفلفل وَأَن الفرنج لَا تشتريه إِلَّا من الدِّيوَان السلطاني. وَفِي تَاسِع عشره: خلع على رجل أَسود من المغاربة - يُقَال لَهُ سرُور - لم يزل يدْخل فِيمَا لَا يعنيه ويناله سَبَب ذَلِك الْمَكْرُوه فاستقر فِي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ونظرها على أَن يَكْفِي أجناد الثغر معاليمهم وَيقوم للمرتبين بمرتباتهم وَيقوم بالكسوة السُّلْطَانِيَّة وَيقوم بعد ذَلِك كُله بِمِائَة وَثَلَاثِينَ دِينَارا فِي كل يَوْم. وَكتب عَلَيْهِ بذلك تَقْرِير قَرَّرَهُ على نَفسه. وَنزل بالقلعة فَلم يقم سوى أَيَّامًا وطلع فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرينه واستعفى من وَظِيفَة النّظر فَضرب. ورسم بنفيه فَأخْرج فِي الترسيم من الْقَاهِرَة فِي ثَالِث عشرينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>