للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمقَام الجمالى ولد السُّلْطَان. وَمن خَبره أَن مُرَاد بن كُرشحى صَاحب برصا ويخرها من بِلَاد الرّوم قبض على أَخِيه أَرْخُن بك وكحله وسجنه مُدَّة فَكَانَ يقوم بخدمته وَهُوَ فى السجْن مَمْلُوك من مماليكه يُقَال لَهُ طوغان. فَأدْخل إِلَيْهِ جَارِيَة إِلَى السجْن وهى مُتَنَكِّرَة فاشتملت من أَرْخن على هَذَا الْوَلَد وَغَيره. ومملوكه هَذَا يخفى أَمرهم حَتَّى مَاتَ أرخُن فى سجنه. ففر الْمَمْلُوك بِهَذَيْنِ الْوَلَدَيْنِ وهما سُلَيْمَان وَأُخْته شاه زَاده وأمهما إِلَى مَدِينَة حلب وَأَقَامُوا بهَا حَتَّى قدم السُّلْطَان حلب فى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وقف بهما إِلَيْهِ فاً كرمهم وأنزلهم بقلعة حلب ثمَّ سيرهم إِلَى الْقَاهِرَة وأسكنهم فى الدَّار الَّتِى كَانَت قلعة الصاحب من قلعة الْجَبَل وكساهم ورتب لَهُم فى كل شهر إثنين وَعشْرين ألف دِرْهَم من مُعَاملَة الْقَاهِرَة وَلم يحْجر عَلَيْهِم فى النُّزُول إِلَى الْقَاهِرَة. وأضاف هَذَا الصبى سُلَيْمَان بن أرخُن إِلَى خدمَة وَلَده الْمقَام الجمالى فَكَانَ يركب مَعَه إِذا ركب ويظل بَين يَدَيْهِ ويبيت إِذا شَاءَ عِنْده إِلَى أَن فقدوا. وَفِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ: الْمَذْكُور قُتل جاسوس مَعَه كتب من جَانِبك الصوفى. وَفِي اليلة الْجُمُعَة عاشره: عُمل المولد النبوى بَين يدى السُّلْطَان على الْعَادة فى كل سنة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: الْمَذْكُور عدا رجل من الهنود على رجلَيْنِ فَقَتَلَهُمَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة تجاه شبابيك الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين. بمشهد من ذَلِك الْجمع الْكثير. فَأخذ وَقطعت يَده ثمَّ قُتل فَكَانَت حَادِثَة شنعة. وَفِي يَوْم السبت حادى عشرَة: توجه الْأَمِير قُرْقماس أَمِير سلَاح والأمير جانم أَمِير أخور فِي جمَاعَة إِلَى الْوَجْه البحرى من أجل أَن أَوْلَاد بكار بن رحاب وعمهم عِيسَى من أهل الْبحيرَة وَفِي ثَالِث عشرَة: وصل الأروام الهاربون وعدتهم خَمْسَة وَسِتُّونَ شخصا مِنْهُم ثمانيهْ من مماليك السُّلْطَان فوسطوا الثَّمَانِية تَحت المقعد السلطانى بالإصطبل من القلعة بَين يدى السُّلْطَان. ووسط طوغان لالا سُلَيْمَان بن أرخن وَرجل آحْر لتتمة عشرَة. وَقطعت أيدى سَبْعَة وَأَرْبَعين رجلا وَضرب رجل بالمقارع. فَكَانَت حَادِثَة شنعة. وَكَانَ من خبرهم أَن طوغان الْمَذْكُور قصد أَن يفر. بمُوسَى إِلَى بِلَاد الرّوم. وَنزل فى غراب قدم فى الْبَحْر وَمَعَهُ جمَاعَة مِنْهُم المماليك الثَّمَانِية وعدة من الأروام. ورافقهم فى الْمركب

<<  <  ج: ص:  >  >>