خَمْسَة آلَاف دِينَار فَنقل ذَلِك لجانبك فبادر وَخرج وَمَعَهُ بضعَة وَعِشْرُونَ فَارِسًا لينجو بِنَفسِهِ فأدركوه وقاتلوه فَأَصَابَهُ سهم سقط مِنْهُ عَن فرسه فَأَخَذُوهُ وسجنوه عِنْدهم. وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشْرين شهر ربيع الآخر. فَمَاتَ من الْغَد فَقطع رَأسه وَحمل إِلَى السُّلْطَان فكاد يطير فَرحا وَظن أَنه قد أَمن فَأجرى الله على الْأَلْسِنَة أَنه قد إنقضت أَيَّامه وزالت دولته. فَكَانَ كَذَلِك كَمَا سيأتى هَذَا. وَقد قَابل نعْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ فِي كِفَايَة عدوه بِأَن تزايد عتوه وَكثر ظلمه وَسَاءَتْ سيرته فَأَخذه الله أخذا وبيلا وعاجله بنقمته وَلم يهنيه. وَفِي تَاسِع عشرَة: ركب السُّلْطَان إِلَى الصَّيْد بالقليوبية وَعَاد من الْغَد. وَفِيه ورد كتاب الحطى ملك الْحَبَشَة وَهُوَ النَّاصِر يَعْقُوب بن دَاوُد ابْن سيف أرعد وَمَعَهُ هَدِيَّة مَا بَين ذهب وَزَباد وَغير ذَلِك فتضمن كِتَابه السَّلَام والتودد وَالْوَصِيَّة بالنصارى وكنائسهم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: شنع الوباء بحماة حَتَّى تجاوزت عدَّة الْأَمْوَات عِنْدهم فِي كل يَوْم ثَلَاثمِائَة إِنْسَان وَلم يعهدوا مثل ذَلِك فِي هَذِه الْأَزْمِنَة. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْجُمُعَة: فِيهِ رسم بِنَقْل جمال الدّين يُوسُف بن الصفى الكركى كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق إِلَى نظر الْجَيْش بهَا عوضا عَن بهاء الدّين مُحَمَّد بن نجم الدّين عمر بن حجى على أَن يحمل أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. وَأَن يسْتَقرّ بن حجى فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن ابْن الصفى على أَن يحمل ألف دِينَار. وَفِي ثَانِيه: توجه السُّلْطَان إِلَى الصَّيْد فِي بركَة الْحجَّاج. وَقدم الْخَبَر بِوُقُوع الوباء فِي مَدِينَة طرابلس الشَّام. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر ركُوب السُّلْطَان إِلَى الصَّيْد. وَفِيه وَقع الوباء بِدِمَشْق وفْشا الْمَوْت بالطاعون الوحى. وَقدم الْخَبَر بِأَن إسكندر بن قرايوسف نزل قَرِيبا من مَدِينَة تبريز فبرز إِلَيْهِ أَخُوهُ جهان شاه الْمُقِيم بهَا من قبل القان معِين الدّين شاه رخ بن تيمور لنك ملك الْمشرق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute