للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإتفق أَيْضا فِي لَيْلَة عيد الْفطر أَن هجم على مَدِينَة فاس من بِلَاد الْمغرب الْأَقْصَى سيل عَظِيم جدا فَأخذ خلائق وَهدم عدَّة مسَاكِن فَكَانَ أمرا مهولاً وحادثًا شنيعًا. وَفِي رابعه: قدم الْأُمَرَاء المجردون إِلَى حلب. وَفِيه خلع السُّلْطَان على الْأُمُور أسنبغا الطيارى وإستقر حَاجِب ميسرَة عوضا عَن جَانِبك الناصرى الْمُتَوفَّى بِمَكَّة فأراق الْخُمُور من دور النَّصَارَى وَغَيرهم. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادسه: خلع على الإِمَام الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبى الْفضل أَسد ابْن على بن حجر وأعيد إِلَى قَضَاء الشَّافِعِيَّة بديار مصر عوضا عَن قاضى الْقُضَاة علم الدّين صَاع البلقينى. وألزم أَن يقوم لعلم الدّين صَالح بِمَا حمله إِلَى الخزانة. هَذَا وَقد أظهر السُّلْطَان أَنه لَا يُولى أحدا من الْقُضَاة بِمَال فَإِنَّهُ دَاخله وهم عَظِيم من كَثْرَة تزايد الْمَوْت الوحى السَّرِيع فِي النَّاس وَمَوْت كثر من المماليك السُّلْطَانِيَّة سكان الطباق من القلعة وَمَوْت الْكثير من خدام السُّلْطَان الطواشية وَمن جواريه وحظاياه وَأَوْلَاده فَحمل إِلَى البلقينى من مَال شهَاب الدّين بن حجر لَا من مَال السُّلْطَان. وَفِيه ركب السُّلْطَان من القلعة وَأقَام يَوْمه بخليج الزَّعْفَرَان خَارج الْقَاهِرَة. وَعَاد من آخِره بعد أَن فرق مَالا فِي الْفُقَرَاء فتكاثروا على متولى تَفْرِقَة ذَلِك حَتَّى سقط عَن فرسه فَغَضب السُّلْطَان من ذَلِك وَطلب سُلْطَان الحرافيش وَشَيخ الطوائف وألزمهما بِمَنْع الجعيدية أَجْمَعِينَ من السُّؤَال فِي الطرقات وإلزامهم بالتكسب وَأَن من شحذ مِنْهُم يقبض الوالى عَلَيْهِ وَأخرج ليعْمَل فِي الحفير. فإمتنعوا من الشحاذة وخلت الطرقات مِنْهُم وَلم يبْق من السُّؤَال إِلَّا العميان والزمناء وأرباب العاهات وَلم نسْمع بِمثل ذَلِك. فَعم الضّيق كل أحد وإنطلقت الْأَلْسِنَة بِالدُّعَاءِ على السُّلْطَان وَتمنى زَوَاله فَأصْبح فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه مَرِيضا قد إنتكس وَلزِمَ الْفراش. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: إشتد الْبلَاء بِأَهْل الذِّمَّة من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وألزمهم الذى ولى أَمر مواريثهم أَن يعملوا لَهُ حِسَاب من مَاتَ مِنْهُم من أول هَذِه الدولة الأشرفية وَإِلَى يَوْم ولَايَته. وأخرق بهم وأهانهم. وألزمهم أَيْضا أَن يوقفوه على مستنداتهم فِي الْأَمْلَاك الَّتِى بِأَيْدِيهِم فكثرت الشناعة عَلَيْهِ وَسَاءَتْ القالة فِي الدولة. وإتفق مَعَ ذَلِك كُله حوادث مؤلمة مِنْهَا أَن امْرَأَة مَاتَ وَلَدهَا بالطاعون وَلم يكن لَهَا سواهُ فَلَمَّا غسل وكفن وَأخرج بِهِ ليوضع فِي التابوت ليدفن فِي الصَّحرَاء أَرَادَت أمه

<<  <  ج: ص:  >  >>