التزايد إِلَّا أَنه يتجلد وَيظْهر أَنه عوفي. ويخلع على الْأَطِبَّاء ويركب وسحنته متغيرة ولونه مصفراً إِلَى أَن عجز عَن الْقيام من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سابعه. هَذَا وَقد شنع الْمَوْت بالدور السُّلْطَانِيَّة فِي أَوْلَاد السُّلْطَان الذُّكُور وَالْإِنَاث وَفِي حظاياه وجواريه وجوارى نِسَائِهِ وَفِي الخدام الطواشية وَفِي المماليك السُّلْطَانِيَّة سكان الطباق بالقلعة. وشنع الْمَوْت أَيْضا فِي النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَمَا بَينهمَا وَفِي سكان قلعة الْجَبَل سوى من ذكرنَا وَفِي بِلَاد الواحات والفيوم وَبَعض بِلَاد الصَّعِيد وَبَعض الحوف بالشرقية. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشرَة: خرج محمل الْحَاج مَعَ الْأَمِير أقبغا الناصرى أحد الطبلخاناه وَنزل بركَة الْحجَّاج على الْعَادة فَمَاتَ عدَّة مِمَّن خرج بالطاعون مِنْهُم ابْن أَمِير الْحَاج وَأَبِيهِ فِي هَذَا الْيَوْم وَمن الْغَد بعده. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ثار عشير بِلَاد الشَّام قيسها ونميها وتحاربوا فِي سادسه فَقتل من الْفَرِيقَيْنِ جماعات يَقُول المكثر زِيَادَة على ألف وَيَقُول الْمقل دون ذَلِك فَنزل بِأَهْل الشَّام الْخَوْف الشَّديد مَعَ مَا بهم من الْبلَاء الْعَظِيم بِكَثْرَة الموتان عِنْدهم حَتَّى لَا يكَاد يُوجد بهَا إِلَّا حَزِين على ميت. وَمَعَ مَا أَصَابَهُم من تلاف فواكههم عَن آخرهَا. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادى عشرينه: رفعت أوراق ديوَان الْمَوَارِيث بعدة من مَاتَ فِي هَذَا الْيَوْم بِالْقَاهِرَةِ فَكَانُوا ثَلَاثمِائَة وأربعًا وَأَرْبَعين مَيتا. وضبطت عدَّة من صلى من الْأَمْوَات فِي الْمُصَليَات فبلغوا مَا ينيف على ألف ميت. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرينه:. خلع على الْأَطِبَّاء لعافية السُّلْطَان. وَفِي ثَالِث عشرينه: إستقل الْحَاج من الْبركَة بِالْمَسِيرِ. وَفِي يَوْم السبت رَابِع عشرينه: وسط السُّلْطَان طبيبيه اللَّذين خلع عَلَيْهِمَا بالْأَمْس وهما الْعَفِيف وزين خضر وَذَلِكَ أَنه حرص على الْحَيَاة وَصَارَ يستعجل فِي طلب الْعَافِيَة فَلَمَّا لم تحصل لَهُ الْعَافِيَة ساءت أخلاقه وتوهم أَن الْأَطِبَّاء مقصرون فِي مداواته وَأَنَّهُمْ أخطأوا التَّدْبِير فِي علاجه فَطلب عمر بن سَيْفا والى الْقَاهِرَة فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ وَهُوَ جَالس وَبَين يَدَيْهِ جمَاعَة من خواصه مِنْهُم صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن نصر الله كَاتب السِّرّ والأمير صفى الدّين جَوْهَر الخازندار فِي خرف وَفِيهِمْ الْعَفِيف وخضر أمره أَن يَأْخُذ الْعَفِيف ويوسطه بالقلعة. فأقامه ليمضي فِيهِ مَا أَمر بِهِ وَإِذا الْخضر فَأمره أَن يوسط خضر أَيْضا فَأخذ الآخر وَهُوَ يَصِيح. فَقَامَ أهل الْمجْلس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute