على بن قرطاى نقابة الْجَيْش وَتزَوج بإبنة الْأَمِير نَاصِر الدّين عمد ابْن الْأَمِير بكتمر الساقى فولد لَهُ مِنْهَا أَحْمد فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشْرين شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَنَشَأ فِي عز وترف وحشمة ورياسة وسعة دنيا. فَمَال إِلَى الْفَضَائِل وَكتب على شَيخنَا عَلَاء الدّين عُصْفُور فبرع فِي الْكِتَابَة وفنونها حَتَّى فاق فِي كِتَابَة الْمَنْسُوب أَبنَاء عصره. ونظم الشّعْر الْمليح وأتقن صنائع عديدة. وَنظر فِي عدَّة عُلُوم حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ عَاشر ذى الْقعدَة. وَكَانَ مجموعًا حسنا ذَا فَضَائِل جمة وَوجه جميل وشكل مليح وَخلق رَضِي وَنَفس سَمْحَة وذكاء وَحسن تصور وثراء وَاسع وحشمة وافرة. رَحمَه الله فَلَقَد كَانَ لى بِهِ أنس وَمِنْه نفع. كتب إِلَى وَقد قدمت من الْحجاز من شعره: أيا مولاى دم أبدا بِخَير وعزمًا جرت شمس النَّهَار لرؤيتك السّنيَّة مت شوقًا وَقد دنت الديار من الديار وَمَات الْأَمِير سليمن بن أورخان بك بن مُحَمَّد كرشجى بن عُثْمَان. ملك جدة مُحَمَّد كرشجى بِلَاد الرّوم وَقبض عَمه مُرَاد بن مُحَمَّد كرشجى ملك الرّوم على أَبِيه أورخن بك وسجنه حَتَّى مَاتَ وَقد ولد سُلَيْمَان ففر بِهِ مَمْلُوك أَبِيه حَتَّى قدم على السُّلْطَان الْأَشْرَف برسباى فَأكْرمه ورباه. ثمَّ فر بِهِ مَمْلُوك أَبِيه يُرِيد بِلَاد الرّوم فَقبض عَلَيْهِ برسباى وسجنه ثمَّ أفرج عَنهُ وَتزَوج السُّلْطَان بأخته شاه زَاده. وَمَات إسكندر بن قرايوسف ملك تبريز بَعْدَمَا تشَتت مُدَّة ثمَّ إنهزمٍ الى قلعة يلنجا فذبحه إبنه شاه قوماط فِي شهر ذى الْقعدَة. وَكَانَ شجاعًا مقدامًا جريئًا أهوج لَا يرجع إِلَى دين وَلَا عقل بل خرب الْبِلَاد وَأكْثر فِي الأَرْض الْفساد. وَمَات نور الدّين على بن مُفْلِح وَكيل بَيت المَال وناظر المارستان فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذى الحجه. كَانَ أَبوهُ عبدا أسود للطواشى كافور الهندى فَأعْتقهُ وَقَرَأَ إبنه على الْقُرْآن وخدم عدَّة من أهل الدولة حَتَّى تقرر يقرىء الممليك فِي الطباق السُّلْطَانِيَّة بالقلعة. وَأكْثر من مداخلتهم إِلَى أَن تردد إِلَى القَاضِي زين الدّين عبد الباسط فإرتفع بِهِ قدره وَولى الْوكَالَة وَنظر المارستان. وعد من رُؤَسَاء النَّاس وَكَانَت لَهُ مروة وَفِيه عصبية وتقعير فِي كَلَامه من غير إِعْرَاب وَلَا علم إِنَّمَا هُوَ الْحَظ لَا غَيره.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute