وهم عُرَاة حُفَاة يُرِيدُونَ اللحاق بالمحمل فَمَاتَ مِنْهُم عدَّة وَلحق بالمحمل عدَّة وَتَأَخر بالبرية مِنْهُم عدَّة. قدم مِنْهُم إِلَى الْقَاهِرَة من تَأَخَّرت منيته فِيمَا بعد من الْبر وَالْبَحْر بِأَسْوَأ حَال وفقد النَّاس من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وَالْبَنَات عددا كَبِيرا فَكَانَت هَذِه الْحَادِثَة من شنائع مَا أدركناه. وَلم يمتعض لَهَا أحد لإهمال أهل الدولة الْأُمُور وإعراضهم عَن عمل الْمصَالح. وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. ولى يَوْم السبت خَامِس عشرينه: خلع على الطواشى شاهين الساقي وإستقر فِي مشيخة الخدام بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ عوضا عَن ولى الدّين مُحَمَّد بن قَاسم الْمحلى مضحك السُّلْطَان. وفى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرنيه: قدم مماليك نواب الشَّام وعَلى أَيْديهم المطالعات تَتَضَمَّن أَنهم ملكوا مَدِينَة أرزكنان على مَا تقدم ذكره وَمن الْعجب أَن مَدِينَة أقشهر وقلاعها ومدينة أرزنكان أخذت للسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف برسباى وَبَاعه وَهُوَ ميت وسطوته ومهابته فِي قُلُوب أهل تِلْكَ الْبِلَاد مَعَ بعْدهَا عَنهُ وأوامره نَافِذَة فِي تِلْكَ الرعايا وَلَو علمُوا أَنه قد مَاتَ لما أمكن الْعَسْكَر السُّلْطَانِيَّة فعل شىء من ذَلِك وَلَكِن الله يفعل مَا يُرِيد وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بعد رحيل العساكر السُّلْطَانِيَّة عَن أرزنكان سَار الْأَمِير حَمْزَة ابْن قرايلك من ماردين لأخذ أرزنكان. وَقد تنكر على أَخِيه يَعْقُوب من أجل أَنه سَالم العساكر السُّلْطَانِيَّة حَتَّى دخلُوا الْمَدِينَة فَخرج إِلَيْهِ جهان كير إِبْنِ أَخِيه وَأقَام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute