وَفِي يَوْم السبت ثَانِي عشره: قبض على عمر آخى التَّاج والى الْقَاهِرَة ورسم بنفيه إِلَى قوص. ثمَّ أَمر أَن يلْزم بَيته على مَال قرر عَلَيْهِ يقوم بِهِ. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشره: ضرب الشَّيْخ حسن العجمي بالمقارع ضربا مبرحًا وَشهر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ سجن وَهَذَا الرجل قدم الْقَاهِرَة وَدَار فِي الْأَسْوَاق يستجدى ويكدى فَيتَصَدَّق النَّاس عَلَيْهِ. ثمَّ تعرف بالأشرف برسباى وإختص بِهِ إختصاصًا زَائِدا بِحَيْثُ يدْخل خلواته مَتى شَاءَ بِغَيْر إِذن وَيقف فَوق الْأُمَرَاء فَتمكن من السُّلْطَان وَعظم قدره. وبذل لَهُ الأكابر الْأَمْوَال خشيَة مِنْهُ. ثمَّ بنى لَهُ السُّلْطَان قبَّة كَبِيرَة بالصحراء ووقف عَلَيْهَا وَقفا لَهُ متحصل كثير فثقل على أهل الدولة لِكَثْرَة أَخذه المَال مِنْهُم ولسوء أَثَره فيهم عِنْد السُّلْطَان إِلَى أَن زَالَت الدولة الأشرفية وبدا لَهُم سيئات مَا كسبوا. قبض على حسن هَذَا وضربه السُّلْطَان وسجنه ثمَّ ادّعى عَلَيْهِ عِنْد قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِي بِمَا يُوجب إِرَاقَة دَمه فَلم يثبت مَا ادّعى بِهِ عَلَيْهِ فَضرب هَذَا الضَّرْب الثَّانِي ثمَّ نفى بعد سجنه إِلَى قوص وَأخذ مَا وجد لَهُ وَفِي هَذِه الْأَيَّام رسم بإستقرار تَقِيّ الدّين أَبى بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد عرف بإبن قَاضِي شُهْبَة فِي قَضَاء دمشق وَذَلِكَ أَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم ابْن الباعونى لما توجه إِلَيْهِ التوقيع والتشريف بإستقراره فِي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق عوضا عَن الْمقر الْكَمَال مُحَمَّد بن البارزى كَاتب السِّرّ إمتنع من الْقبُول فَأَتَاهُ الْأَمِير أينال الجكمى نَائِب الشَّام إِلَى بَيته وَسَأَلَهُ أَن يقبل فَلم يجبهُ وصمم على الإمتناع فَبعث النَّائِب بذلك. فرسم لإبن قَاضِي شُهْبَة بِالْقضَاءِ وجهز لَهُ التشريف والتوقيع ورسم بإستقرار أَبى الْيمن أَمِين الدّين مُحَمَّد بن جمال الدّين أَبى الْخَيْر مُحَمَّد ابْن الْفَقِيه على النويرى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute