للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثَالِث عشرينه وَسبب ذَلِك أَن تغرى برمش إستدعى جمَاعَة كَثِيرَة من التركمان إِلَى حلب فَأتوهُ وَعمل مكحلة عَظِيمَة من نُحَاس ليرمى بهَا على القلعة وإستمال من أهل القلعة جمَاعَة. بِمَال كيبر بذله لَهُم ليمكنوه مِنْهَا وَشرع فِي حِصَار القلعة وَأخذ ينقب مَوَاضِع من أَسْفَلهَا والقتال بَينه وَبَين من فِيهَا مُسْتَمر إِلَى أَن فطن الْأَمِير حطط الدقماقى نَائِب القلعة بِمن وَافق تغرى برمش من القلية فَقبض عَلَيْهِم وَرمى ببعضهم عَلَيْهِ فِي المنجنيق وَقتل جمَاعَة مِنْهُم وعلق رؤوسهم على القلعة ففات تغرى برمش قَصده وجد فِي النقب والحصار حَتَّى كَاد يشرف على أَخذ القلعة أَو أشرف فاتفق أَنه نَادَى فِي الْمَدِينَة بالأمان فَكَأَنَّمَا ألقِي فِي آذان النَّاس بالنهب فثارت الْعَامَّة عِنْد ذَلِك بأسلحتها وأحاطت بدار السَّعَادَة حَيْثُ سكن تغرى برمش فَلم يثبت وَخرج فَارًّا يُرِيد أَن يخرج من الْمَدِينَة حَتَّى وقف خَارج السُّور فِي نَحْو الْأَرْبَعين فَارِسًا وَقد نهبت الْعَامَّة جَمِيع مَا كَانَ بدار السَّعَادَة من المَال وَالسِّلَاح وَغير ذَلِك وإمتدت أَيْديهم إِلَى أَتبَاع تغرى برمش يَقْتُلُونَهُمْ أفحش قتل وينهبون مَا تصل أَيْديهم إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عَاشر رَمَضَان بَعْدَمَا حوصرت القلعة ثَلَاثَة عشر يَوْمًا وتلاحق عدَّة من أَصْحَاب تغرى برمش بِهِ فَسَار يُرِيد طرابلس وإنضم إِلَيْهِ الْأَمِير طرعلى بن صقل سيز التركمانى فَلَمَّا قَارب مَدِينَة طرابلس لم يثبت الْأَمِير جلبان وَخرج مِنْهَا نَحْو الرملة وَقد جد فِي سيره حَتَّى دَخلهَا فِي سادس يَوْم فَدخل تغرى برمش طرابلس فِي عشرينه وَأخذ من أَهلهَا مَالا كَبِيرا وَأما جلبان فَإِنَّهُ إنضم إِلَى من بالرملة من الْأَمِير أينال الأجرود نَائِب صفد والأمير طوغان نَائِب الْقُدس والأمير طوخ مازى نَائِب غَزَّة وَكَتَبُوا يستدعون السُّلْطَان للمسير بِنَفسِهِ بعد تجهيز العساكر بَين يَدَيْهِ سَرِيعا. وَكَانَ الَّذِي قدم بِهَذَا الْخَبَر صرغتمش دوادار الْأَمِير جلبان فَخلع عَلَيْهِ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشرينه وإستقر دوادارًا بحلب عوضا عَن الْأَمِير سودون النوروزى. وَفِيه قدم الْأَمِير جَانِبك المحمودى رَأس نوبَة المتوجه لتقليد قانباى الحمزاوى نِيَابَة طرابلس بعد أَن وصل إِلَى الرملة وَلم يتَمَكَّن من الْوُصُول إِلَى حماة فأثارعند قدومه شرورًا لَهَا مَا بعْدهَا فَإِنَّهُ زعم أَنه ظفر بكتب جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَغَيرهم إِلَى الثائرين بِبِلَاد الشَّام أوقف عَلَيْهَا السُّلْطَان. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سلخه: عملت الخدمهَ بِالْقصرِ على الْعَادة وَنزل النَّاس إِلَى دُورهمْ فَبلغ السُّلْطَان أَن الْملك الْعَزِيز فقد من دَاره بالقلعة فَاشْتَدَّ قلقه وتزايد إضطرابه وإستدعى الْأُمَرَاء والمباشرين وأعلمهم بذلك فماج النَّاس وَكَثُرت أقاويلهم وترقبوا وُقُوع فتْنَة كَبِيرَة وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَن الْعَزِيز لما خلع أنزل فِي بعض دور القلعة من

<<  <  ج: ص:  >  >>