للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشره: خلع على الْأَمِير تنبك بن تنبك أحد الْأُمَرَاء الألوف وإستقر حَاجِب الْحجاب عوضا عَن الْأَمِير تغرى بردى المؤذى الْمُنْتَقل إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: كبست عدَّة أَمَاكِن فِي طلب الْعَزِيز وَقبض على جمَاعَة من الأشرفية لِكَثْرَة الإرجاف بِخُرُوج من فِي بِلَاد الصَّعِيد من المماليك عَن الطَّاعَة وَأَنَّهُمْ عَادوا يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة فمنعت المراكب من التَّعْدِيَة فِي النّيل بِكَثِير من النَّاس وَكثر الفحص والتفتيش حَتَّى كبست الْبَسَاتِين والترب وغلقت بعض أَبْوَاب الْقَاهِرَة نَهَارا وَأخذ أهل الدولة من الْأُمَرَاء وَمن بالقلعة فِي الاستعداد للحرب هَذَا مَعَ مَا فِي الْوَجْه البحري من الوباء الشنيع فِي سرعَة الموتان الْوَحْي السَّرِيع وَكَثْرَة عدَّة الْأَمْوَات لَا سِيمَا فِي الْأَطْفَال وَالْعَبِيد وَالْإِمَاء بِحَيْثُ مَاتَ من قَرْيَة وَاحِدَة مِائَتَا صَغِير من أَوْلَاد أَهلهَا وَحل بالتجار فِي الْإسْكَنْدَريَّة ضيق شَدِيد وبلاء عَظِيم بِسَبَب رمى الفلفل السلطاني عَلَيْهِم. وَنزل بِأَهْل الْقَاهِرَة ومصر خوف شَدِيد بِسَبَب إختفاء الأشرفية وتطلبهم فَإِذا طرقت جِهَة من الْجِهَات حل بِأَهْلِهَا من أَنْوَاع الْبلَاء مَا لَا يُوصف من النهب وَالْهدم والعقوبة والغرامة سَوَاء وجد الْمَطْلُوب أَو لم يُوجد فَمَا بقى أحد إِلَّا وخامر قلبه الْخَوْف خشيَة أَن يرميه عَدو لَهُ أَو حَاسِد لنعمته أَنه أخْفى أَحدًا من الأشرفية فَلَا تتروى المؤيدية فِي أمره وَلَا تتمهل بل تطرقه بَغْتَة وتنزل بِهِ فَجْأَة وَقد تبعها من غوغاء الْعَامَّة عدد كالجراد الْمُنْتَشِر وتهجم دَاره ودور من حوله فَيكون شَيْئا مهولاً وَكَثِيرًا مَا فعلوا ذَلِك فَلم يَجدوا أحدا وَكَانَ من الْبلَاء مَا كَانَ حَتَّى أَنه هجم بعض الْمدَارِس ونهبت وَكسر أَبْوَاب بيوتها ونبش قبر كَانَ بهَا فَلم يُوجد بهَا أحد وَمَعَ ذَلِك كُله فالغلال ترمى على النَّاس من الدِّيوَان فَلَا يقدر على ذِي الجاه وَيهْلك الضَّعِيف من كَثْرَة الغرامة. وَفِي يَوْم السبت تَاسِع عشره: برز الْمحمل إِلَى الريدانية خَارج الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأَمِير تنبك المستقر حَاجِب الْحجاب فِي عدَّة من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ تبعه الْحجَّاج شَيْئا بعد شَيْء. وَفِيه ورد الْخَبَر بِالْقَبْضِ على طوغان الزردكاش وَحمله فِي الْحَدِيد فَقدم فِي آخر النَّهَار وَكَانَ من خَبره أَن الأشرفية من حِين كَانَت وقْعَة قرقماس لم يزَالُوا فِي إدبار وَتَقَدَّمت المؤيدية عَلَيْهِم كَمَا تقدم ذكره فَأخذُوا فِي التَّدْبِير لأَنْفُسِهِمْ بِغَيْر معرفَة وَلَا حَظّ يسعدهم فأخرجوا الْعَزِيز من مَوْضِعه وأضاعوه ثمَّ قَامُوا مَعَ الْأَمِير أينال ليثوروا

<<  <  ج: ص:  >  >>