للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِيهِ قدم الْأَمِير قانبيه البهلوان أتابك العساكر بِدِمَشْق فَأكْرم وخلع عَلَيْهِ لنيابة صفد عوضا عَن الْأَمِير أينال الأجرود المستقر فِي جملَة أُمَرَاء الألوف بديار مصر ورسم بإستقرار الْأَمِير أينال الششمانى أحد أُمَرَاء الألوف بِدِمَشْق فِي الأتابكية بهَا عوضا عَن الْأَمِير قانبيه البهلوان. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رابعه: طبق السَّحَاب أَفَاق السَّمَاء بِالْقَاهِرَةِ وَمَا حولهَا ثمَّ أمْطرت مَطَرا غزيرًا كثيرا فَكَانَ هَذَا مِمَّا يستغرب فَإِن الزَّمَان صيف وَالشَّمْس فِي برج الْأسد والنيل يُنَادي عَلَيْهِ وَقد بلغ نَحْو عشرَة أَذْرع وَنحن فِي شهر أبيب أحد شهور القبط وَلكِن الله يفعل مَا يُرِيد. وَفِي سادسه: قدم الْأُمَرَاء المجردين إِلَى الشَّام بِمن مَعَهم من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَخلع على الْأَمِير قراقجا الْحسنى أَمِير أخربر وَنزل بِبَاب السلسلة من القلعة وعَلى الْأَمِير تمرباي رَأس نوبَة النوب. وَفِي حادي عشره: نقل زين الدّين عبد الباسط من المقعد بالحوش من القلعة إِلَى برج بهَا وَكَانَت حَاله فِي مُدَّة سجنه بالمقعد على أجمل مَا عهد مِمَّن نكب فَإِنَّهُ أنزل بِهَذَا المقعد وَهُوَ أحد الْمَوَاضِع الْمعدة لجُلُوس السُّلْطَان ورتب لَهُ فِي كل يَوْم سماط من أول النَّهَار وسماط فِي أَخّرهُ يحمل إِلَيْهِ من المطبخ السلطاني مَعَ الْحَلْوَى والفاكهة وَلم يمْنَع أحد من التَّرَدُّد إِلَيْهِ فَكَانَ أُمَرَاء الدولة ومباشروها وأعيان النَّاس وَجَمِيع أَتْبَاعه وألزامه لَا يزالون يتناوبون مَجْلِسه وَيَكُونُونَ بَين يَدَيْهِ كَمَا هِيَ عَادَتهم فِي أَيَّام دولته بِحَيْثُ لم يفقد مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ سوى الْحَرَكَة وَالرُّكُوب وَهُوَ مَطْلُوب بِأَلف ألف دِينَار وَالسُّلْطَان مصمم على ذَلِك. وَقد توَسط بَينه وَبَين السُّلْطَان الْمقر الكمالى مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ وراجع السُّلْطَان فِي أمره مرَارًا وَعبد الباسط يُورد من أَثمَان مَا يُبَاع لَهُ من ثِيَابه وأثاثه وحلي نِسَائِهِ وأمتعتهم وَمن عقاراته حَتَّى وقف طلب السُّلْطَان بعد اللتيا وَالَّتِي على أَرْبَعمِائَة ألف دِينَار وأبى أَن يضع عَنهُ مِنْهَا شَيْئا إِلَى أَن كَانَ يَوْم الْخَمِيس هَذَا تحدث كَاتب السِّرّ مَعَ السُّلْطَان فِي الحططة من الأربعمائة ألف دِينَار وأعانه عدَّة من أَعْيَان الدولة فِي التلطف بالسلطان وسؤاله فِي ذَلِك فَغَضب وَأمر أَن يخرج إِلَى البرج على

<<  <  ج: ص:  >  >>