للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه رسم بعزل نواب الْقُضَاة الْأَرْبَع بأجمعهم. وَألا يَسْتَنِيب الشَّافِعِي سوى أَرْبَعَة فَقَط وكل من الثَّلَاثَة لَا يَسْتَنِيب إِلَّا إثنين لَا غير. وَفِي سابعه: أنْفق فِي المماليك المجردين إِلَى مَكَّة صُحْبَة زين الدّين عبد الباسط وهم خَمْسُونَ فَارِسًا مبلغ خمسين دِينَارا لكل وَاحِد سوى الْخَيل وَالْجمال. وَفِيه خلع على شمس الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الونائي وإستقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن ابْن حجى وأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان بخيل وجمال ورسم بتجهيزه. والونائي هَذَا مولده فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بقرية ونا من عمل الفيوم وَقدم الْقَاهِرَة وإشتغل بهَا من سنة سبع وَثَمَانمِائَة فبرع فِي الْفِقْه والعربية وتكسب بتحمل الشَّهَادَة مُدَّة ثمَّ إشتهر وتصدى للأشغال فَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَصَحب عدَّة من أَعْيَان الدولة الأشرفية برسباى مِنْهُم الْأَمِير جقمق فَلَمَّا تسلطن جقمق لزم الترداد إِلَى مَجْلِسه حَتَّى ولاه مسئولاً بِالْولَايَةِ وَنعم وَفِي عاشره: استدعى السُّلْطَان بأولاد القَاضِي زين الدّين عبد الباسط الثَّلَاثَة وخلع عَلَيْهِم كوامل حَرِير بِفَرْوٍ سمور وقاقم ونزلوا إِلَى دُورهمْ مكرمين. وَفِي حادي عشره: ورد الْخَبَر من دمياط بِأَن الْعَامَّة قتلوا رجلا نَصْرَانِيّا إسمه جرجس إِبْنِ ضو الطرابلسي بعد مَا أظهر الْإِسْلَام ثمَّ نهبوا كنائس النَّصَارَى. وَفِي ثَانِي عشره: استدعى السُّلْطَان بزين الدّين عبد الباسط من محبسه فَدخل فِي جمَاعَة من أَعْيَان الدولة إِلَى السُّلْطَان فَبَالغ فِي إكرامه وخلع عَلَيْهِ وعَلى عتيقه الْأَمِير جَانِبك وَنزل من القلعة وَفِي خدمته أَعْيَان الدولة وَقد إجتمع خلائق لرُؤْيَته فَرحا بِهِ حَتَّى نزل بمخيمه قَرِيبا من قبَّة النَّصْر ليتوجه إِلَى الْحجاز بأولاده ونسائه وَأَتْبَاعه بعد مَا حمل إِلَى الخزانة السُّلْطَانِيَّة مِائَتي ألف دِينَار وَخمسين ألف دِينَار ذَهَبا سوى مَا أَخذ لَهُ من الْخُيُول وَالْجمال وَغير ذَلِك وَسوى تحفًا جليلة قدمهَا فحماه الله فِي محنته فَلم يسمع فِيهَا مَا يكره بل كَانَ فِي هَذِه الْمدَّة يتَرَدَّد إِلَيْهِ أُمَرَاء الدولة ومباشروها وَهُوَ من الْعِزّ والكرامة على حَاله فِي أَيَّام دولته وَلَا أعلم أحدا رأى من الإجلال والإحترام فِي أَيَّام نكبته مَا رَآهُ وَرَأى ذَلِك بِمَا كَانَ يجريه الله على يَدَيْهِ من الصَّدقَات سرا وجهرًا. وَفِي ثَالِث عشره: عزل أَبُو الْمَنْصُور من نظر الإصطبل بعد مَا حمل مِمَّا الْتزم بِهِ نَحْو

<<  <  ج: ص:  >  >>