للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سبعمائه دِينَار وإستقر عوضه تَاج الدّين مُحَمَّد بن نور الدّين على بن القلاقسي الفوي على مَال إلتزم بِهِ. وَفِي سحر يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشره: رَحل زين الدّين عبد الباسط من مَنْزِلَته بقبة النَّصْر حَتَّى أَنَاخَ ببركة الْحجَّاج ورافقه فِي سَفَره جماعات من الرِّجَال وَالنِّسَاء فَصَارَ فِي ركب من الْحجَّاج وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِي مَنْزِلَته هَذِه عَامَّة الْأُمَرَاء وَالْمقَام الناصري مُحَمَّد ولد السُّلْطَان وَجَمِيع مباشري الدولة من الْوَزير وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش وناظر الْخَاص ومعظم أَعْيَان الْقَاهِرَة من الْقُضَاة ومشايخ الْعلم والتجار وَغَيرهم من سَائِر طَبَقَات النَّاس فَأَقَامَ ببركة الْحجَّاج وهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويحملون لَهُ المبالغ الْكَثِيرَة من الذَّهَب وَالثيَاب والخيول والأغنام وَغير ذَلِك حَتَّى إستقل بِالْمَسِيرِ فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثامن عشره فَمَا زادته هَذِه المحنة إِلَّا رفْعَة وَعزا وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم. وَفِي خَامِس عشرينه: عزل نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلام عَن ولَايَة دمياط ولعزله خبر يذكر وَهُوَ أَن جمَاعَة من المطوعة بدمياط ركبُوا الْبَحْر يُرِيدُونَ جِهَاد الفرنج فَمَضَوْا من دمياط حَتَّى أرسوا بميناء بيروت وهم فِي ثَلَاثَة مراكب فإجتمع عَلَيْهِم عدَّة من الْغُزَاة وَسَارُوا غير بعيد وَإِذا بطَائفَة كَبِيرَة من الفرنج فِي أَرْبَعَة مراكب قد أَقبلُوا فإحتربوا مَعَهم حَربًا شَدِيدَة حَتَّى إستشهدوا بأجمعهم إِلَّا طَائِفَة من البحارة فَإِنَّهُم ألقوا أنفسهم فِي الْبَحْر وَأخذ الفرنج مراكب الْمُسلمين بِمَا فِيهَا وأقلعوا فَمَا هُوَ إِلَّا أَن وصل الْخَبَر بذلك إِلَى دمياط وَإِذا بالعزاء والمأتم قد أُقِيمَت على من فقد من الغزاه حَيْثُ عَم ذَلِك أهل الْبَلَد بأسرهم إِلَّا رجلا من نَصَارَى دمياط يُقَال لَهُ جرجس بن ضو فَإِنَّهُ فِي وَقت عزاء النَّاس عمل فَرحا وَجمع على طَعَامه عدَّة أنَاس وَأظْهر الشماتة والمسرة بِمَا أصَاب الْمُسلمين وَكَانَ قبل يتهمه النَّاس بدمياط أَنه يُكَاتب الفرنج ويدلهم على عورات الْمُسلمين ويحضهم على محاربتهم فَلَمَّا عمل هَذَا الْمُجْتَمع لم تصبر الْعَامَّة على ذَلِك وثاروا بِهِ وأخرجوه وَادعوا عَلَيْهِ عِنْد القَاضِي بقوادح قَامَت عَلَيْهِ بهَا بَيِّنَات أوجبت قَتله فَلَمَّا أَيقَن بِالْهَلَاكِ أظهر الْإِسْلَام وتلفظ بِالشَّهَادَتَيْنِ فَقَامَ ابْن سَلام على الْعَامَّة وتخلصه من بَين أَيْديهم على مَال فِيمَا زَعَمُوا أَنه وعده بِهِ فتعصبت الْعَامَّة وَقتلت النَّصْرَانِي الْأَسْلَمِيّ وأحرقوه بالنَّار ونهبوا كنائس النَّصَارَى فحنق ابْن سَلام وَكتب إِلَى السُّلْطَان وَإِلَى نَاظر الْخَاص وَهُوَ يشنع الْأَمر وَيذكر أَن حُرْمَة السُّلْطَان قد إنكسرت وَضاع مَال السُّلْطَان وتعطل إستخراجه فَاشْتَدَّ غضب نَاظر الْخَاص وأغرى السُّلْطَان بِأَهْل دمياط حَتَّى غضب عَلَيْهِم وَبعث ثَلَاثِينَ مَمْلُوكا صُحْبَة بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>