للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبلغ الْملك النَّاصِر قدوم نوغاي وَمن مَعَه وَهُوَ فِي الصَّيْد فَأمر بإحضارهم فَأتوهُ وقبلوا لَهُ الأَرْض وهنأوه بالعافية فسر بهم. وَسَارُوا مَعَه إِلَى زيزاء وَمضى إِلَى زرع يُرِيد دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الكرك. فشق على الْملك المظفر ذَلِك وَدَار بِهِ البرجية وشوشوا فكره بِكَثْرَة إيهامهم وتخيلهم لَهُ بمخاطرة الْعَسْكَر عَلَيْهِ وَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أخرج الْأَمِير بينجار والأمير صارم الدّين الجرمكي فِي عدَّة من الْأُمَرَاء مجردين وَأخرج الْأَمِير أقوش الرُّومِي بجماعته إِلَى طَرِيق السويس ليمنع من عساه يتَوَجَّه من الْأُمَرَاء والمماليك إِلَى الْملك النَّاصِر وَقبض على أحد عشر مَمْلُوكا وَقصد أَن يقبض على آخَرين فاستوحش الْأَمِير سيف الدّين أيطرا وفر فأدركه الْأَمِير جركتمر بن بهادر راً س نوبَة وأحضره فحبس وَعند إِحْضَاره طلع الْأَمِير سيف الدّين الدكز السِّلَاح دَار بملطف من الْملك النَّاصِر استجلا بِهِ إِلَيْهِ فَكثر قلق الْملك المظفر وَزَاد توهمه ونفرت مَعَ ذَلِك قُلُوب جمَاعَة من الْأُمَرَاء والمماليك وخشوا على أنفسهم وَاجْتمعَ كثير من المنصورية والأشرفية والأويرانية وتواعدوا على الْحَرْب وَخرج مِنْهُم مائَة وَعِشْرُونَ فَارِسًا بِالسِّلَاحِ وَسَارُوا إِلَى الْملك النَّاصِر. فَخرج إِلَيْهِم الْأَمِير بينجار والصارم الجرمكي فَقَاتلهُمْ المماليك وجرح الجرمكي بِسيف فِي فَخذه سقط إِلَى الأَرْض وَمضى المماليك على حمية إِلَى الكرك. فَعظم الْخطب على السُّلْطَان وَاجْتمعَ إِلَيْهِ البرجية وَقَالُوا لَهُ: هَذَا الْفساد كُله من الْأَمِير سلار وَمَتى لم تقبض عَلَيْهِ خرج الْأَمر من يدك فَلم يُوَافق على ذَلِك وَاتفقَ الرَّأْي على تَجْرِيد العساكر. وَفِي يَوْم السبت ثَانِي رَجَب: مَاتَ التَّاج بن سعيد الدولة وَاسْتقر ابْن أُخْته كريم الدّين أكْرم الْكَبِير فِي وظائفه وتكبر على الْأُمَرَاء واستقرت فِيهِ الْأَحْوَال حَتَّى كتب على مَا يعرف وَمَا لَا يعرف. وَأما أيتمش المحمدي فَإِنَّهُ سَار إِلَى حماة وَاجْتمعَ بالأمير قبجق نائبها فأحال قبجق الْأَمر على الْأَمِير قرا سنقر نَائِب حلب وَأَنه مَعَه حَيْثُ كَانَ. فَسَار أيتمش إِلَى حلب وَاجْتمعَ بقرًا سنقر فَأكْرمه وَوَافَقَ على قيام الْملك النَّاصِر وَدخل فِي طَاعَته ووعده على السّير إِلَى دمشق أول شعْبَان. وَكتب قرا سنقر إِلَى الأفرم نَائِب يحثه دمشق على طَاعَة الْملك النَّاصِر ويرغبه وَأَشَارَ بمكاتبة الْملك النَّاصِر للأمير بكتمر الجوكندار نَائِب صفد والأمير كراي المنصوري بالقدس ونائب طرابلس وَأعَاد أيتمش وَمن مَعَه إِلَى الْملك النَّاصِر فسر بذلك. وَكَانَ نوغاي مُنْذُ قدم لَا يبرح يحرضه على الْمسير إِلَى دمشق فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ خبر قرا سنقر اشْتَدَّ باً سه وَقَوي عزمه على الْحَرَكَة إِلَّا أَنه ثقل عَلَيْهِ أَمر

<<  <  ج: ص:  >  >>