نوغاي من مخاشنته لَهُ فِي المخاطبة وجفاه القَوْل بِحَيْثُ إِنَّه قَالَ لَهُ: لَيْسَ لي بك حَاجَة ارْجع إِلَى حَيْثُ شِئْت فَترك نوغاي الْخدمَة وَانْقطع إِلَى أَن قدم أيتمش من حلب فَدخل بَينه وَبَين السُّلْطَان حَتَّى أَزَال مَا بَينهمَا وَأسر لَهُ السُّلْطَان ذَلِك حَتَّى قَتله بعد عوده إِلَى الْملك كَمَا ثمَّ إِن الْملك النَّاصِر بعث أيتمش أَيْضا إِلَى صفد فتلطف حَتَّى اجْتمع بناصر الدّين مُحَمَّد بن بكتمر الجوكندار نَائِب صفد وَجمع بَينه وَبَين أَبِيه لَيْلًا فِي مَقَابِر صفد فعتبه أيتمش على مَا كَانَ من رده قَاصد الْملك النَّاصِر فَاعْتَذر بالخوف من بيبرس وسلار وَأَنه لَوْلَا ثقته بِهِ لما اجْتمع بِهِ قطّ. فَلَمَّا عرفه أيتمش طَاعَة الْأَمِير قرا سنقر والأمير قبجق أجَاب بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَأَنه على ميعاد النواب إِلَى الْمُضِيّ إِلَى الشَّام فَأَعَادَ أيتمش جَوَابه على الْملك النَّاصِر فسر بِهِ. وَسَار من الْقَاهِرَة عشرَة من الْأُمَرَاء المقدمين فِي يَوْم السبت تَاسِع رَجَب مِنْهُم: الْأَمِير سيف الدّين برلغي الأشرفي. والأمير جمال الدّين أقوش الأشرفي نَائِب الكرك والأمير عز الدّين أيبك الْبَغْدَادِيّ والأمير سيف الدّين طغريل الإيغاني والأمير سيف الدّين تناكر وَمَعَهُمْ نَحْو ثَلَاثِينَ أَمِيرا من الطبلخاناه بَعْدَمَا أنْفق فيهم السُّلْطَان الْملك المظفر فَأخذ برلغي عشرَة آلَاف دِينَار وكل من المقدمين ألفي دِينَار وكل من الطبلخاناه ألف دِينَار وكل من مقدمي الْحلقَة ألف دِرْهَم وكل من أجناد الكرك خَمْسمِائَة دِرْهَم ونزلوا تجاه مَسْجِد تبر خَارج الْقَاهِرَة ثمَّ عَادوا بعد أَرْبَعَة أَيَّام إِلَى الْقَاهِرَة لوُرُود الْخَبَر بِعُود الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك. ثمَّ ورد الْخَبَر ثَانِيًا بمسيره فتجهز الْعَسْكَر فِي أَرْبَعَة آلَاف فَارس وَخرج برلغي ونائب الكرك وَمن تقدم ذكره وَسَارُوا فِي الْعشْرين من شعْبَان إِلَى العباسة. فورد الْبَرِيد من عِنْد الأفرم نَائِب دمشق بقدوم أيتمش المحمدي عَلَيْهِ من قبل الْملك النَّاصِر وَبِمَا شافهه بِهِ من الْجَواب وَأَنه بعث الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي الحسامي والأمير سيف الدّين جوبان لكشف الْأَخْبَار وَأَشَارَ بِتَأْخِير الْعَسْكَر فَكتب بإقامتهم على العباسة. فَقدم أيدغدي شقير وجوبان على الْملك النَّاصِر وعرفاه أَنَّهُمَا قدما لكشف حَاله وحلفا لَهُ على الْقيام بنصرته ورجعا إِلَى دمشق فعرفا الأفرم أَن النَّاصِر مُقيم ليتصيد فخاف أَن يطْرق دمشق بغته فَجرد إِلَيْهِ ثَمَانِيَة أُمَرَاء بمضافيهم: مِنْهُم الْأَمِير سيف الدّين قطلوبك المنصوري والأمير سيف الدّين الْحَاج بهادر الْحلَبِي الْحَاجِب والأمير سيف الدّين جوبان والأمير كجكن والأمير علم الدّين الجاولي ليقيموا على الطرقات لحفظها على من يخرج إِلَى الْملك النَّاصِر. وَكتب الأفرم إِلَى الْملك المظفر يحثه على إِخْرَاج الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ليجتمع مَعَ عَسْكَر دمشق على قتال الْملك النَّاصِر وَأَنه قد جدد الْيَمين لَهُ وَحلف أُمَرَاء دمشق أَنهم لَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute