للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المَحِصُ: الوَترُ، وَقَوله: بِوَرْكٍ أَي بقَوْس عُمِلَتْ من وَرِك شَجَرَة أَي أَصل شَجَرَة من الثَّوْر أَي من عقَب الثَّوْر.

وحَدَال: اسْم أَرض لكَلْب بِالشَّام. قَالَ الرَّاعي:

فِي إِثْر مَنْ قُرِنَتْ مِنِّي قَرِينَتُه

يَوْمَ الحَدَال بِتَسْبِيبٍ من القَدَرِ

ويُرْوَى: يَوْم الحَدَالَي.

لدح: أهمله اللَّيْث. وَقَالَ ابْن دُرَيد: اللَّدْحُ: الضَّرْبُ باليَدِ، لَدَحَه بِيَدِه.

قلتُ: وَالْمَعْرُوف من كَلَامهم بِهَذَا الْمَعْنى اللَّطْحُ، وكأنّ الطاءَ وَالدَّال تَعَاقَبَا فِي هَذَا الحَرْف.

دحل: قَالَ اللَّيْث: الدَّحْلُ: مَدْخَلٌ تَحت الجُرْف أَو فِي عُرْض خشب الْبِئْر فِي أَسْفلِها وَنَحْو ذَلِك من الْمَوَارِد والمَناهِل.

قَالَ: ورُبّ بَيتٍ من بيوتِ الْأَعْرَاب يُجْعلُ لَهُ دَحْلٌ تدخل فِيهِ الْمَرْأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِم داخلٌ تدخل فِيهِ الْمَرْأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِم دَاخل، والجميع الأدْحَال والدُّحْلان.

وَفِي حَدِيث أبي هُرَيرة حِين سَأَلَهُ رَجلٌ مِصْرَادٌ أَيُدْخِلُ مَعَه المَبْوَلَةَ فِي البَيت، فَقَالَ: نَعم وادْحَلْ فِي الكِسْر.

قَالَ أَبُو عُبَيد الدَّحْلُ: هُوَّةٌ تكون فِي الأَرْض وَفِي أسافِلِ الأوْدِية فِيهَا ضِيقٌ ثمَّ تتَّسِعُ، قَالَ ذَلِك الأصْمَعي.

قَالَ أَبُو عُبَيد: فشبَّه أَبُو هُرَيْرَةَ جَوَانِب الخِبَاء ومداخِلَه بذلك، يَقُول: صِرْ فِيهَا كالّذي يصير فِي الدَّحْلِ.

قلتُ: وَقد رأيتُ بالخَلْصاء ونَوَاحي الدَّهْناء دُحْلَاناً كَثِيرَة، وَقد دَخَلْتُ غَيرَ دَحْلٍ مِنْهَا، وَهِي خلائقُ خلقَها الله تَحت الأَرْض يَذهَب الدَّحْلُ مِنْهَا سَكّاً فِي الأَرْض قامةً أَو قامتيْن أَو أكثرَ من ذَلِك، ثمَّ يتَلَجَّفُ يَمِيناً أَو شِمَالاً، فمرَّةً يضيقُ ومَرَّةً يتَّسِع فِي صَفَاةٍ مَلساء لَا تَحيكُ فِيهَا المَعَاوِل المُحدَّدة لصلابتِها، وَقد دخلْتُ مِنْهَا دَحْلاً، فلَمَّا انتهيتُ إِلَى المَاء إِذا جَوٌّ من المَاء الراكد فِيهِ لم أَقف على سَعَته وعُمْقِه وكثرتِه لإظلام الدَّحْلِ تَحت الأَرْض، فاستقَيْتُ أَنَا مَعَ أُصَيْحَابي من مَائه وَإِذا هُوَ عَذْبٌ زُلال، لِأَنَّهُ مَاءُ السَّمَاء يَسِيلُ إليهِ من فَوق ويَجْتَمِعُ فِيهِ.

وَأَخْبرنِي جماعةٌ من الْأَعْرَاب أَن دُحْلَان الخلْصَاء لَا تَخْلُو من المَاء وَلَا يُسْتَقى مِنْهَا إِلَّا لِلشَّفَةِ وللخَيْل لتَعَذُّر الاستقَاءِ مِنْهَا وبُعْدِ المَاء فِيهَا من فُوهَةِ الدَّحْلِ، وسمعتهم يَقُولُونَ: دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ بِالْحَاء إِذا دَخَله، وَيُقَال: دَحَلَ فلانٌ عَلَيَّ وَزَحَلَ أَي تَبَاعَدَ، ورَوَى بعضُهم قوْلَ ذِي الرُّمَّة:

إِذا رَابَهُ استَعصاؤُها ودِحالُها

وَرَوَاهُ بعضُهم وحِدَالُها، وهما قَرِيبا المعْنى من السوَاء، وَقَوله:

أَوَ اصَحَمَ حَامٍ جَرَامِيزَه

حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ

قَالَ الأصمَعيّ: الدِّحالُ: الامتناعُ كَأَنَّهُ يُوَارِبُ ويَعْصِي، قَالَ: وَلَيْسَ من الدَّحْلِ الَّذِي هُوَ سَرَبٌ.

قَالَ شمِر: قيل للأسَدِيّة: مَا المُدَاحَلةُ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>