للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتجمع على المناحات والمناوح والنوائح اسْم يَقع على النّساء يجتمِعْن فِي مناحة وتجتمع على الأنواح قَالَ لبيد:

قُوما تجوبانِ مَعَ الأَنْوَاحِ

والنَّوَح: نَوْحُ الْحَمَامَة قَالَ: والرّياح إِذا اشْتَدَّ هُبُوبها يُقَال قد تناوحت، وَمِنْه قَول لبيد يمدح قومه:

وَيُكَللُونَ إِذا الرياحُ تَنَاوَحَتْ

خُلُجاً تُمَدُّ شَوَارِعاً أَيْتَامُها

قلت: والرياحُ النُّكْبُ فِي الشتَاء هِيَ المُتنَاوحة، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تهُبّ من جِهَةٍ واحدةٍ وَلكنهَا تَهُبُّ من جِهَات مُخْتَلِفة وَسميت متناوحة لمقابلة بَعْضهَا بَعْضًا، وَذَلِكَ فِي السَّنة الجدبة وقلّة الأَنْدية، ويُبْس الْهَوَاء وَشدَّة البرْد. والنوائح من النِّسَاء سمين نوائِحَ لمقابلة بَعضهنَّ بَعْضًا إِذا نُحْنَ، وَقَالَ الكسائيّ فِي قَول الشَّاعِر:

لقد صَبَرَتْ حَنِيفَةُ صَبْرَ قَوْمٍ

كِرَامٍ تحتَ أَظْلَالِ النَّوَاحِي

أَراد النَّوائح فَقلب وَعنى بهَا الراياتِ المتقابلات فِي الحَرْبِ. قَالَ:

وَيُقَال هما جَبَلَانِ يَتَنَاوَحان، وشجرتان تتَنَاوحان إِذا كَانَتَا متقابِلَتين، وَأنْشد غَيره:

كأنكَ سكرانٌ يَمِيلُ برأسِهِ

مُجَاجَةُ زِقَ، شَرْبُها مُتَنَاوِحُ

أَي يُقَابِلُ بعضُهم بَعْضاً عِنْد شرْبِها، وَقيل أَرَادَ بقوله تَحت أظلال النواحي السيوفَ.

أنح: قَالَ اللَّيْث: أَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيحاً إِذا تأذّى من مَرَضٍ أَوْ بُهْرٍ يتَنَحْنَحُ فَلَا يَئِنُّ. وَفرس أَنُوحٌ إِذا جرى فزفر وَقَالَ العجَّاج:

جِرْيَةَ لَا كَابٍ وَلَا أَنُوحِ

والأَنُوح مثل النَّحيطِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ صَوت مَعَ تَنَحْنُح. ورجلٌ أَنُوحٌ كثير التنحنح. وَقد أَنَحَ يَأنِحُ. قَالَه أَبُو عبيد. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأنِحُ الَّذِي إِذا سُئِل الشيءَ يُنَحْنِحُ، وَذَلِكَ من البُخْلِ، يُقَال مِنْهُ: أَنَح يَأْنِحُ.

نيح: قَالَ اللَّيْث: النَّيْحُ اشتداد العظْمِ بعد رطُوبته من الْكَبِير وَالصَّغِير. نَاحَ يَنِيحُ نَيْحاً وَإنَّهُ لعظم نيّحٌ شديدٌ، ونَيَّح اللَّهُ عَظْمَهُ يدْعُو لَهُ.

أحن: أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الإحْنَةُ الحقدُ فِي الصَّدْرِ، وَقد أحِنْتُ عَلَيْهِ آحَنُ أَحَناً وآحَنْتُه مُؤاحَنَةً من الإحْنَةِ.

وَقَالَ اللَّيْث نحوَه. قَالَ: وَرُبمَا قَالُوا: حِنَةٌ. قلتُ حِنَةٌ لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب وَأنكر الأصمعيُّ والفرّاءُ وَغَيرهمَا حِنَةٌ وَقَالا الصَّوَاب إِحْنَةٌ وَجَمعهَا إِحَنٌ.

وَقَالَ أَبُو تُرَاب أَحِنَ عَلَيْهِ وَوَحِن من الإحْنَة.

وحن: أهمله اللَّيْث. وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الاعرابيّ أَنه قَالَ التوحُّن عِظَمُ البَطْنِ قَالُوا والوَحْنَةُ الطين المزلّق قَالَ والتوحّن الذُّلّ والهلاك. والنوْحَةُ الْقُوَّة، قلت وَهِي النيْحَةُ أَيْضا.

(بَاب الْحَاء وَالْفَاء)

(ح ف (وايء))

حفا، حاف، فحا، فاح، وحف.

حفا: قَالَ ابْن المظفر: الحِفْوَةُ والحَفَا مصدرُ الحَافي، يُقَال حَفِيَ يَحْفي إِذا كَانَ بِغَيْر

<<  <  ج: ص:  >  >>