قَبصاً تخال الهِقلَ مِنْهُ يَنكِصُ
حَتَّى اشمعلَّ مُكْعِناً مَا يَهبِصُ
قلت: وَأَنا وَاقِف فِي هَذَا الْحَرْف.
(بَاب الْعين وَالْكَاف مَعَ الْفَاء)
اسْتعْمل من وجوهه: عكف، عفك.
عكف: قَالَ الله جلّ وعزّ: {وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البَقَرَة: ١٨٧) . عاكفون: مقيمون فِي الْمَسَاجِد، عكَف يعكُف ويعكِفُ، إِذا أَقَامَ. وَمِنْه قَوْله: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ} (الأعرَاف: ١٣٨) أَي يُقِيمُونَ وَأما قَوْله جلّ وعزّ: {الْحَرَامِ وَالْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ} (الفَتْح: ٢٥) فإنَّ مُجَاهدًا وَعَطَاء قَالَا: مَحْبُوسًا. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفراء. يُقَال عكفته أعكفه عكفاً، إِذا حبستَه. وَقد عكَّفْت الْقَوْم عَن كَذَا، أَي حبَستهم. وَقَالَ الْأَعْشَى:
وكأنَّ السُّموط عكَّفها السِّل
كُ بعِطَفيْ جَيداءَ أُمِّ غزالِ
أَي حبسَها وَلم يدعْها تتفرَّق.
وَيُقَال إنّك لتَعكفني عَن حَاجَتي، أَي تصرِفني عَنْهَا.
قلت: يُقَال عكفتُه عكفاً، فعكف يعكف عكوفاً. وَهُوَ لازمٌ وواقع، كَمَا يُقَال رجعتُه فرجَع، إلاّ أنّ مصدر اللَّازِم العكوف، ومصدر الْوَاقِع العَكْف.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال عكَف يعكِفُ ويعكفُ عَكْفاً وعكوفاً، وَهُوَ إقبالك على الشَّيْء لَا ترفع عَنهُ وجهَك. وَقَالَ العجاج يصف ثوراً:
فهنَّ يعكُفن بِهِ إِذا حَجَا
أَي يقْبلنَ عَلَيْهِ. قَالَ: وعكَفت الخيلُ بقائدها، إِذا أقبلَتْ عَلَيْهِ. وعكفت الطَّير بالقتلى.
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يعْتَكف فِي العَشْر الْأَوَاخِر فِي الْمَسْجِد وَالِاعْتِكَاف فِي الْمَسْجِد: الْإِقَامَة فِيهِ وتركُ الْخُرُوج مِنْهُ إلاّ لحَاجَة الْإِنْسَان، يصلِّي فِيهِ وَيقْرَأ الْقُرْآن. وقومٌ عُكوف: مقيمون. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف الأثافيّ:
فهنَّ عُكُوفٌ كنوح الكري
م قد شفّ أكبادَهن الهوِيُّ
وَقَوله: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} (طاه: ٩٧) ، أَي مُقيما. وَعَكَفَ على الشَّيْء: أَقَامَ عَلَيْهِ.
عفك: أَبُو عبيد عَن الْأمَوِي: الأعفك: الأحمق.
أَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: امرأةٌ عَفْتاء وعفكاء ولَفْتَاء، إِذا كَانَت خرقاء. قَالَ: والعَفَك والعَفَت يكونَانِ العَسَر والخُرْق.
وَقَالَ اللَّيْث: الأعفك: الأحمق الَّذِي لَا يثبت على كلمة وَاحِدَة وَلَا يتمُّ أمرا حتَّى يَأْخُذ فِي غَيره. قَالَ: وَهُوَ المخلَّع من الرِّجَال. وَأنْشد:
صاحِ ألم تعجب لقَوْل الضيطرِ
الأعفكِ الأحدلِ ثُمَّ الأعسرِ
وَقَالَ بعض الْعَرَب: هَؤُلَاءِ الطماطمة يعفِكون الكلامَ عفكاً ويَلفِتونه لفتاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: العَفِيك واللَّفيك: المشبَع حُمقاً.