للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يَمُوت سَرِيعا حَتَّى يرضيك بِالطَّاعَةِ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال فِي الْكَلَام: لقد أسرعت استعبارك الدَّرَاهِم أَي استخراجك إيّاها. وَيُقَال: عَبَرت الطير أعبُرها وأعبِرها إِذا زجرتها. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: عبرت متاعي أَي باعدته. والوادي يعبر السَيْل عَنَّا أَي يباعده. أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: العَبَّار: الجَمَل القويّ على السّير. والمُعْبَر: التَيس الَّذِي تُرك عَلَيْهِ شعره سنواتٍ فَلم يُجَزّ. وَقَالَ بِشْر بن أبي خازم:

جَزيز الْقَفَا شبعان يربض حَجْرَةً

حَدِيث الخصاء وارم العَفْل مُعْبَرُ

وَقَالَ اللحياني: العَبُور من الْغنم: فَوق الْعَظِيم من إناث الْغنم. يُقَال: لي نعجتان وَثَلَاث عبائر. وَغُلَام مُعْبَر إِذا كبر وَلم يُخْتن. وَإنَّهُ لينْظر إِلَى عَبَر عينه إِذا كَانَ ينظر إِلَى مَا يُعْبِر عينه أَي يُسْخِنها. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: العُبْريّ من السِدْر: مَا كَانَ على شطوط الْأَنْهَار. وَقَالَ اللحياني العُمْريّ والعُبْريّ من السِدر الَّذِي يَشرب من الْمِيَاه. قَالَ: وَالَّذِي لَا يشرب من الْمِيَاه وَيكون بَرّيّاً يُقَال لَهُ الضال. وروى ابْن هانىء عَن أبي زيد: يُقَال للسِدْر وَمَا عظم من العوسج: العُبْرِيّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: العُبْريّ والعُمْريّ: الْقَدِيم من السِدْر.

(بَاب الْعين وَالرَّاء مَعَ الْمِيم)

ع ر م

عمر، عرم، رمع، رعم، مرع، معر: مستعملات.

عمر: قَالَ الله جلّ وعزّ فِي كِتَابه الْمنزل عَلَيْهِ: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الحِجر: ٧٢) رَوَى أَبُو الجوزاء عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {لَعَمْرُكَ} يَقُول: بحياتك. قَالَ: وَمَا أقسم الله تَعَالَى بحياة أحد إلاّ بحياة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخْبر المنذريّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: النحويون يُنكرُونَ هَذَا، وَيَقُولُونَ: معنى {لَعَمْرُكَ} : لَدِينُك الَّذِي تعمر. وَأنْشد:

أَيهَا المنكح الثريا سهيلاً

عَمْرَكَ الله كَيفَ يَلْتَقِيَانِ

قَالَ: عَمْرَك الله أَي عبادتك الله، فنصب. وَأنْشد:

عمركِ الله سَاعَة حدثينا

وذرِينا من قَول مَن يؤذينا

فأوقع الْفِعْل على اللهَ فِي قَوْله: عَمْرَك الله. قَالَ: وَتدْخل اللَّام فِي (لعمرك) ، فَإِذا أدخلتها رفعت بهَا فَقلت: لَعَمْرُك، ولعمر أَبِيك. قَالَ: فَإِذا قلت: لعمر أَبِيك الْخَيْر نصبت الْخَيْر وخفضت فَمن نصب أَرَادَ أَن أَبَاك عَمرَ الْخَيْر يَعْمُره عَمْراً وَعمارَة، وَنصب الْخَيْر بِوُقُوع العَمْر عَلَيْهِ، ومَنْ خفض الْخَيْر جعله نعتاً لأَبِيك. أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: عَمْرَك الله، لَا أفعل ذَاك نَصَب على معنى: عمَّرتك الله أَي سَأَلت الله أَن يعمّرك، كَأَنَّهُ قَالَ: عمَّرت الله إياك. قَالَ: وَيُقَال: بِأَنَّهُ يَمِين بِغَيْر وَاو.

وَقد يكون عَمْرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيح قَالَ: والعَمْر والعُمر وَاحِد. وسمّي الرجل عَمْراً تفاؤلاً أَن يبْقى. وعَمْرَك الله مثل ناشدتك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>