للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بَاب الْعين وَالسِّين)

ع س (وَا يء)

عسا، عوس، سعا، عيس، سوع، وسع، سيع، وعس.

عسا: أَبُو عبيد عَن الأمويّ: يُقَال للشَّيْخ إِذا وَلّى وكبِر: عتا يعتُو عُتِيّاً، وعسا يعسو مثله.

قَالَ: وَقَالَ الْأَحْمَر: عست يدُه تعسو عُسُوّاً إِذا غَلُظت من الْعَمَل.

وَقَالَ اللَّيْث: عسا الشَّيْخ يَعسو عَسْوَةً وَعَسَاءً إِذا كبِر.

قلت: وَالصَّوَاب فِي مصدر عسا مَا قَالَ الْأَحْمَر، وَيجوز عُسِيّاً مثل عُتِيّاً.

وَقَالَ اللَّيْث: عسا النَّبَات إِذا غلظ. قَالَ: ولغة أُخْرَى: عَسِى يَعْسِى عَسى، وَأنْشد:

يَهْوون عَن أَرْكَان عزّ أورما

عَن صامل عاسٍ إِذا مَا اصلخْمَمَا

قَالَ وعست يَده إِذا غلظت من الْعَمَل.

وَكَانَ جلَاّدٌ صَاحب شرطة الْبَصْرَة يكنى أَبَا العَسَاء.

قَالَ أَبُو بكر: العَسَاءُ مصدر عسا الْعود يعسو، والقَسَاءُ مصدر قسا الْقلب يقسو وَعَسَى: حرف من حُرُوف المقاربة وَفِيه ترجَ وطمع. وَهِي من الله وَاجِب وَمن الْعباد ظن، وَقد قَالَ الشَّاعِر فَجعله يَقِينا أنْشدهُ أَبُو عبيد:

ظنّ بهم كعسى وهم بتنوفَةٍ

يتناوبون جوائب الْأَمْثَال

وَقَالَ ابْن كيسَان: عَسى من الله وَاجِب وَمن الْعباد ظن، لِأَن العَبْد لَيْسَ لَهُ فِيمَا تسْتَقْبل علم نَافِذ إلاّ بدلائل مَا شَاهد، وَقد يجوز أَن تبطل الشواهد لَهُ على مَا لم يكن فَلَا يكون مَا يُظن، وَقد اجْتهد فِي عَسى بأغلب الظَّن عَلَيْهِ وَهُوَ مُنْتَهى علمه فِيمَا لم يَقع، وَالله تَعَالَى علمه بِمَا لم يكن كعلمه بِمَا كَانَ، فَلَا يكون فِي خَبره عَسى إِلَّا على علمه، فَهِيَ وَاجِبَة من قِبَله على هَذَا، وَقد قَالَ الشَّاعِر حِين انْتهى بظنّه عِنْد نَفسه إِلَى حَقِيقَة الْعلم فمثّله بعسى إِذا كَانَت أغلب الظَّن وأقواه، فَقَالَ:

ظنّي بهم كعسى وهم بتنوفة

يتنازعون جوائب الْأَمْثَال

وَقَالَ اللَّيْث: عَسى يجْرِي مجْرى لعَلّ، عسَيت، وعسَينا، وعَسَيتم، وعسَت للْمَرْأَة، وعستا، وعَسَين. يتكلّم بِهِ على فعل مَاض، وأُميت مَا سواهُ من وُجُوه فعله. لَا يُقَال: يعسَى وَلَا يعسِي، وَلَا مفعول لَهُ وَلَا فَاعل.

وَقَالَ النحويون: يُقَال: عسَى وَلَا يُقَال: عسِى.

وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {لَّهُمْ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الَاْرْضِ وَتُقَطِّعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

١٧٦٤ - اْ أَرْحَامَكُمْ} (محَمَّد: ٢٢) اتّفق الْقُرَّاء أَجْمَعُونَ على فتح السِّين من قَوْله {عَسَيْتُمْ} إلاّ مَا جَاءَ عَن نَافِع أَنه كَانَ يقْرَأ: (فَهَل عسيتم) بِكَسْر السِّين. وَكَانَ يقْرَأ: {عَدُوَّكُمْ} (الأعرَاف: ١٢٩) ، فَدلَّ مُوَافَقَته الْقُرَّاء على عَسى على أَن الصَّوَاب قَوْله {عَسَيْتُمْ} فتح السِّين.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المُعْسِية: النَّاقة الَّتِي يُشكّ فِيهَا أَبِهَا لبن أم لَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>