للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ أَبُو سَعيد: كل دابَّة استعمِلت من إبل وبقر وحَمِير رَقِيق فَهِيَ نَخَّةٌ ونُخَّةٌ، وَإِنَّمَا نَخَّخَها استعمالُها.

وَقَالَ الرَّاجِزُ يصف حادِيَيْنِ لِلْإِبِلِ:

(لَا تَضْرِبا ضَرْباً ونُخَّا نَخَّا ... مَا تَرَك النَّخُّ لَهُنَّ مُخَّا)

قَالَ: وَإِذا قهر رجل قوما فاستأْدَاهُمْ ضَرِيبَةً صَارُوا نُخَّةً لَهُ.

قَالَ: وَقَوله:

(دِينَارَ نَخَّةِ كلْبٍ وهْوَ مشْهُودُ ... )

كَانَ أَخْذَ الضَّرِيبةِ من كلْبٍ نَخّاً لَهُم _ أَي اسْتِعْمَالا.

قَالَ: والنَّخُّ أَنْ تَقول لِسَيِّقَتِكَ وَأَنت تحثُّها: إخْ إخْ، فَهَذَا النَّخُّ.

قلت: وَسمعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: نَخْنَخْ بِالْإِبِلِ أَي ازْجُرْها بِقَوْلِك: إخْ إخْ، حَتَّى تَبْرُك.

وَقَالَ اللَّيْث: النَّخْنَخَةُ من قَوْلك: أَنَخْتُ الْإِبِل فاستناخت، أَي بَركَتْ، وَنَخْنَخْتُها فَتَنَخْنَخَتْ: من الرَّجْز، وَأما الإنَاخةُ فَهُوَ الإبراك، لم يُشْتَقَّ من حِكَايَة صَوْتٍ، أَلا ترى أَن الْفَحْل يَستنيخُ الناقةَ فَتَنَخْنَخُ لَهُ؟ .

والنَّخُّ أَن تُناخَ النَّعَم قريبَة من المُصَدِّقِ حَتَّى يُصدِّقَها، وَأنْشد:

(أَكْرِمْ أَمِيرَ الْمُؤمنين النَّخَّا ... )

قَالَ: والنَّخُّ من الزَّجْر من قَوْلك: إخْ إخْ، يُقَال: نَخَّ بهَا نَخّاً شَدِيدا، ونَخَّةً شَدِيدَة، وَهُوَ التَّأْنيخُ أَيْضا.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَال: هَذِه نخَّةُ بني فلَان أَي عَبِيدُ بني فلَان.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَخْنَخَ إِذا سَار سيراً شَدِيدا، وَيُقَال: هَذَا من نُخِّ قلبِي وَنُخَاخَةِ قلبِي: وَمن مُخِّ قلبِي _ أَي من صافيه.

بَاب الْخَاء وَالْفَاء

[خَ ف)

خف، فخ: مستعملان.

خف: قَالَ اللَّيْث: الخُفُّ خُفُّ الْبَعِير، وَهُوَ مجمع فِرْسِنِه.

تَقول الْعَرَب: هَذَا خُفُّ الْبَعِير، وَهَذِه فِرْسِنُهُ، والْخُفُّ مَا يَلْبَسُهُ الْإِنْسَان.

ورُوِي عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ((لَا سَبَقَ إلاّ فِي خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ)) ، فالْخُفُّ: الْإِبِل هَا هُنَا، والحافر الْخَيل، والنَّصل: السَّهم الَّذِي يُرْمَى بِهِ، ومجازه: لَا سَبَق إِلَّا فِي ذِي خُفٍّ، أَو ذِي حافرٍ، أَو ذِي نَصْلٍ.

وَقَالَ اللَّيْث: الخِفَّةُ: خِفَّةُ الوَزن، وخِفَّةُ الْحَال.

وخِفَّةُ الرجل: طَيْشُه وخفَّته فِي عمله، والفعلُ من ذَلِك كُلِّه: خَفَّ يَخِفُّ خِفَّةً، فَهُوَ خَفِيفٌ، فَإِذا كَانَ خَفِيفَ الْقلب متوقّداً فَهُوَ خُفَافٌ، يُنْعَتُ بِهِ الرجلُ، كَأَنَّهُ أَخَفٌّ من الخَفِيفِ، وَكَذَلِكَ: بِعِيرٌ خُفَافٌ، وَأنْشد:

(جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبَهُ مُثَقَّلٌ ... )

وَيُقَال: أَخَفَّ الرجل: إِذا خَفَّتْ حالُه ورقَّت.

<<  <  ج: ص:  >  >>