للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوَعْل خَفِيف بِمَنْزِلَة بُدّ؛ كَقَوْلِك: مَا بُدّ من ذَلِك وَلَا وَعْل، هَذَا كُله عَن اللَّيْث.

قلت: الوَعْل خَفِيف: الملجأ، يُقَال: مَا وجد وَعْلا يَلجأ إِلَيْهِ أَي موئلاً يئل إِلَيْهِ، وَأما الوُعِل فَمَا سمعته لغير اللَّيْث. وَيُقَال استوعلت الأوعالُ إِذا ذهبت فِي قُلَل الْجبَال وَقَالَ ذُو الرمة:

وَلَو كلمت مستوعِلا فِي عَمَاية

تصبّاه من أَعلَى عمايةَ قِيلُها

يَعْنِي وَعِلاً مستوعلاً فِي قلَّة عماية وَهُوَ جبل.

وَقَالَ الْفراء: أمالك من هَذَا الْأَمر وَعْل، وَمَالك مِنْهُ وَغْل أَي ملْجأ.

وَقَالَ غَيره هما بِمَعْنى مَاله مِنْهُ بدّ. وَقَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى إِذا لم يجد وَعْلاً ونجنجها

مَخَافَة الرَّمْي حَتَّى كلهَا هيم

وَيُقَال لأشراف النَّاس الوعُول، ولأرذالهم التُحوت. وَفِي الحَدِيث (من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يظْهر أَو يَعْلُو التحوت، ويسفل الوعول يَعْنِي الْأَشْرَاف) .

قَالَ النَّضر: المستوعَل: الحِرْز الَّذِي يتحرز بِهِ الوعل فِي رَأس الْجَبَل. قَالَ: وَلذَلِك سمي الوعل وَعلا. والجميع المستوعَلات. وَكَذَلِكَ المستوأل بِهَمْزَة وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يستوئل إِلَيْهِ أَي يأوي إِلَيْهِ، وَمِنْه أَخذ الموئل. ومكانه الَّذِي يُوفيه المشترَف والجميع المشترفات يَعْلُو العلوّ لِئَلَّا يُخْتَلّ.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لعُرْوة الْقَمِيص الوَعْلة ولزرّه الزِير.

(بَاب الْعين وَالنُّون)

(ع ن (وَا يء))

عون، عَنَّا، نعو، عين، وَعَن، ينع، نعي، نوع، ونع.

عون: يُقَال امْرَأَة متعاوِنة إِذا اعتدل خَلْقُها فَلم يبدُ حجمها، وبرذون متعاون ومتدارِك ومتلاحك إِذا لحِقت قوّته وسِنّه.

وَقَالَ اللَّيْث: كل شَيْء أعانك فَهُوَ عَوْن لَك؛ كَالصَّوْمِ عَوْنٌ على الْعِبَادَة والجميع الأعوان. قَالَ: وَتقول: أعنته إِعَانَة، واستعنته، واستعنت بِهِ، وعاونته. وَقد تعاونّا أَي أعَان بَعْضنَا بَعْضًا. والمَعُونة: مَفْعُلة فِي قِيَاس من جعلهَا من العَوْن. وَقَالَ نَاس: هِيَ فَعُولة من الماعون، والماعون فاعول. وَقَالَ غَيره من النَّحْوِيين: المَعُونة مَفْعُلة من العَوْن، مثل المَغُوثة من الْغَوْث، والمَضُوفة من أضَاف إِذا أشْفق، والمشورة من أَشَارَ يُشِير. وَمن الْعَرَب من يحذف الْهَاء فَيَقُول: مَعُون وَهُوَ شاذّ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب مَفْعُل بِغَيْر هَاء. ورَوَى الْفراء عَن الكسائيّ أَنه قَالَ: لَا يَأْتِي فِي المذكّر مَفْعُل بِضَم الْعين إِلَّا حرفان جَاءَا نادرين لَا يُقَاس عَلَيْهِمَا وَأنْشد:

بثين الزمى لَا إِن لَا إِن لَزِمته

على كَثْرَة الواشين أيُّ معون

وَقَالَ آخر:

ليَوْم هيجا أَو فَعال مَكْرُم

وَقَالَ الْفراء: مَعُون جمع مَعُونَة، ومكرم

<<  <  ج: ص:  >  >>