لُمْظَة هِيَ مثل النُّكْتة أَو نَحْوهَا من الْبيَاض، وَمِنْه قِيلَ: فرسٌ أَلمَظُ إِذا كَانَ بجَحْفَلته شيءٌ من الْبيَاض.
وَقَالَ غَيره: فَإِذا ارْتَفع الْبيَاض إِلَى الْأنف فَهِيَ رُثْمَةٌ وَالْفرس أَرْثَمُ انْتهى.
(أَبْوَاب الظَّاء وَالنُّون)
ظ ن ف
اسْتعْمل مِنْهُ: (نظف) .
نظف: قَالَ اللَّيْث: النَّظَافةُ مصدرُ النَّظِيف وَالْفِعْل اللَّازِم مِنْهُ: نَظُف، والمجاوز نظَّف ينظِّف تنظيفاً، اسْتَنْظَف الْوَالِي مَا عَلَيْهِ من الْخراج أَي استوفى، وَلَا يسْتَعْمل التَّنظيفُ فِي هَذَا الْمَعْنى.
قلت: التَّنَظُّف عِنْد الْعَرَب شِبْهُ التَّنَطُّسِ والتَّقَزُّزِ، وطلبِ النَّظَافَة من رَائِحَة غَمَرٍ أَو نَفْي زُهُومَةٍ، وَمَا أشبههَا، وَكَذَلِكَ غَسْلُ الوَسَخ والدَّرَنِ والدَّنَس، وَيُقَال لِلأُشْنانِ وَمَا أشبهه: نظيفٌ لِتنظِيفِه اليَدَ وَالثَّوْب من غَمَرِ اللَّحْمِ والمَرَقِ وَوَضَرِ الوَدَكِ وَمَا أَشبهها.
قَالَ أَبُو بكر فِي قَوْلهم: فلَان نظيف السَّرَاوِيل، مَعْنَاهُ أَنه عفيف الْفرج كَمَا يُقال هُوَ عَفيفُ المِئْزَر، والإزَارِ.
قَالَ مُتَمِّمُ ابنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخَاهُ:
حُلْوٌ شَمائِلُهُ عَفِيفُ المِئْزَرِ
أَي عَفيفُ الفرْج، قَالَ: وفلانٌ نَجِسُ السَّراويل إِذا كَانَ غَيرَ عفيفِ الفرْجِ، قَالَ: وهم يَكْنُون بالثِّياب عَن النَّفْس والقَلْب، وبالإزارِ عَن العَفَافِ.
قَالَ عنترة:
فَشَكَكْتُ بالرُّمْح الأصَمِّ ثيابَه
أَي قَلْبَه، وَقَالَ فِي قَوْله:
فَسُلِّي ثيابِي مِن ثِيَابك تَنْسُلِ
فِي الثِّيَاب ثَلَاثَة أَقْوَال:
قَالَ قوم: الثِّيابُ هَهُنَا كِنَايَة عَن الْأَمر المعْنَى، اقْطَعِي أَمْري من أَمْرِك، وقيلَ: الثِّيابُ كِنايةٌ عَن القَلْب، والمَعْنَى سُلِّي قَلبي من قَلْبك.
وَقَالَ قومٌ: هَذَا الْكَلَام كِنايةٌ عَن الصَّريمة، يقولُ الرجلُ لامْرَأَته: ثِيَابِي منْ ثِيابك حَرامٌ، وَمعنى الْبَيْت:
إِن كنتُ فِي خُلُقٍ لَا ترضَيْنه فاصْرِمِيني
وَقَوله: تَنْسُلِ: تَبِينُ وتَقْطَعُ، نَسَلَتْ السِّنُّ إِذا بانَتْ، ونَسَلَ ريشُ الطَّائِر إِذا سَقَطَ.
ظ ن ب
(ظنب) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الظِّنْبُ أصلُ الشَّجَرَة.
وَأنْشد لجُبَيْهَاء الأسلميّ:
فَلوْ أَنَّها طافتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمِ
نَفَى الرِّق عَنه جَدْبُه فَهُوَ كالِحُ
لَجاءتْ كَأَنَّ الْقسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّهَا
عَساليجه والثّامِرُ المُتنَاوِحُ