بَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الظَّاء
أهملت الظَّاء مَعَ الذَّال والثاء إِلَى آخر الْحُرُوف.
(أَبْوَاب الظَّاء وَالرَّاء)
ظ ر ل: مهمل.
ظ ر ن
اسْتعْمل من وجوهه: (نظر) .
نظر: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: نَظَرَ يَنظُرُ نَظَراً، قَالَ: وَيجوز تَخْفيف الْمصدر، تَحْمِلُه على لفظِ العَامَّةِ من المصادر، قَالَ وَتقول: نَظَرتُ إِلَى كَذَا وَكَذَا من نَظَرِ الْعين، ونَظَرِ الْقلب.
وَيَقُول الْقَائِل للمُؤَمَّل يرجوه: إِنَّمَا أَنْظُر إِلَى الله ثمَّ إِلَيْك، أَي إِنَّمَا أتوقع فَضْلَ الله ثمَّ فضلك.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّظْرَةُ الرحمةُ والنظرةُ اللَّمْحَةُ بالعَجَلة.
وَمِنْه الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعليّ: (لَا تُتْبِعُ النظرةَ النظرةَ، فَإِن لَك الأولى ولَيْسَتْ لَك الْآخِرَة) ، قَالَ: والنَّظْرَةُ الهَيْبَةُ.
قَالَ بعض الْحُكَمَاء: من لم يَعْمَل نَظَرهُ لم يَعْمَل لِسانُه، وَمَعْنَاهُ: أنَّ النَّظْرةَ إِذا خَرجتْ بإنكار القلبِ عمِلتْ فِي الْقلب وَإِن خرجتْ بإنكار العَيْن دونَ الْقلب، لم تَعْمل، وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: إِن لم يعْمل فِيهِ نظرك إِلَيْهِ بالكَراهة عِنْد ذَنْب أذنبه لم يفعل قَوْلك أَيْضا.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: رجل فِيهِ نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ.
وَأنْشد شمر:
وَفِي الْهَام مِنْها نَظْرَةٌ وشُنُوعٌ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: النَّظْرَة: الشُّنْعَةُ والقبحُ، يُقَال: إِن فِي هَذِه الْجَارِيَة لَنَظْرةً إِذا كَانَت قبيحةً.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: فِيهِ نَظْرةٌ ورَدَّةٌ وجَبْلةٌ، إِذا كَانَ فِيهِ عَيْبٌ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم: أنَّ أَبَا ليلى الْأَعرَابِي قَالَ: فِيهِ رَدَّة أَي يَرْتَدُّ البَصَرُ عَنهُ مِن قُبْحه، وَفِيه نَظْرةٌ أَي قُبْحٌ، وَأنْشد الرياشي:
لَقَدْ رَابَني أَنَّ ابنَ جَعْدَةَ بادِنٌ
وَفِي جِسْمِ لَيْلَى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ
وَفِي الحَدِيث: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى جَارِيَة فَقَالَ: (إِن بهَا نَظْرَة فاسْتَرْقُوا لَهَا) .
قيل: مَعْنَاهُ أَن بهَا إصابةَ عينٍ من نظر